في تحليل مطول لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، حذرت المجلة من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد زج بإسرائيل في حرب استنزاف طويلة الأمد، قد لا تحتمل تكاليفها البشرية والعسكرية والاقتصادية، واعتبرت أن بداية الحرب كانت واضحة، لكن نهايتها تبدو أكثر غموضًا وتعقيدًا.
حرب بلا أفق زمني
ومنذ انطلاق الضربات الأولى، لم يحدد نتنياهو سقفًا زمنيًا للحرب، مكتفيًا بالقول إن العملية "قد تستمر لأي عدد من الأيام"، وفي المقابل، بدا الجيش الإسرائيلي أقل تفاؤلًا، متحدثًا عن أسابيع من القتال، من دون أن يدرك أن السيناريو يتجه إلى حرب استنزاف شاملة.
وتقارن "فورين بوليسي" تصريحات نتنياهو بتلك التي أطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع بداية غزوه لأوكرانيا عام 2022، عندما وعد بنصر سريع، ليفاجأ لاحقًا بصمود طويل للخصم.
ىكن المجلة تستبعد أن تمتد الحرب بين إيران وإسرائيل لسنوات، كما حدث في أوكرانيا، مؤكدة أن إسرائيل غير قادرة على تحمل هذا النوع من الحروب.
الجغرافيا والموارد لا تدعم الحرب المفتوحة
وتشير المجلة إلى أن صغر حجم إسرائيل وكثافة سكانها في منطقة تل أبيب الكبرى يجعلها عرضة للخطر في حال تكرار الهجمات الصاروخية، فبالرغم من تفوقها العسكري والاقتصادي، إلا أن قدراتها محدودة من حيث عدد الجنود، ومستوى التسليح، والذخائر، والميزانيات المخصصة للطوارئ.
وتلفت "فورين بوليسي" إلى أن إسرائيل كانت تخطط لحرب قصيرة تقوم على تدمير سريع لثلاثة أهداف:
- إسكات الدفاعات الجوية الإيرانية – وهو هدف تحقق بشكل نسبي.
- اغتيال قيادات عسكرية وعلماء نوويين إيرانيين – وقد تحقق جزئيًا، رغم الشك في تأثيره بعيد المدى.
- تدمير البرنامج النووي الإيراني – وهو الهدف الرئيسي الذي لم يتحقق بعد، في ظل شكوك حول فعالية الضربات الجوية على منشآت مثل فوردو شديدة التحصين.
حرب المدن
في المقابل، ترى المجلة أن إيران تتبع نهج حرب الاستنزاف عمدًا، وربما تستحضر تجربة حرب المدن ضد العراق في الثمانينيات، من خلال قصف مواقع حيوية داخل إسرائيل سواء كانت عسكرية أو نووية.
وتؤكد "فورين بوليسي" أن نهاية هذه الحرب لن تكون قريبة أو سهلة، إلا في حال امتلكت إسرائيل خطة مفاجئة أو نجحت في جر الولايات المتحدة إلى التدخل العسكري المباشر، وبدون ذلك، فإن نتنياهو قد يجد نفسه في مواجهة واقع أشد تعقيدًا من الوضع الذي كان قائمًا قبل الحرب.
موقف المرشد الإيراني
ويختتم التقرير بإشارة إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي لن يكرر قرار الخميني بوقف الحرب كما فعل في 1988 مع العراق، مرجحة أن يكون خامنئي مستعدًا لمواصلة القتال لأشهر أو حتى سنوات، مستلهمًا من استراتيجية بوتين طويلة النفس في أوكرانيا.