بقلم: منى الفارس
هكذا كانت تقول جدتي هذه المقوله انه تعودنا على جرى وما يجري وما سيجري . ارى الجميع من ابناء وطني متوتر وخائف من تدحرج الأمور وتفاقمها اذا توسعت الحرب . نحن في فلسطين هذه الأمور بالنسبة لنا تدحرجت ووصلت ذروتها فما جرى لأهلنا في غزة وابنائنا من مجازر كان من اكبر الفظائع التي تعرض على اي مجتمع في العالم والمحزن ان القريب واخص بذلك عالمنا العربي وقف صامتا متواريا لم يجرؤ على قول كلمة لا لما يجري وعجز حتى عن ادخال خبزة وحبة دواء لأهلنا في غزة بقيه متخاذلا ومنبطحا لارضاء امريكا تارة وخوفا على مصالحه تارة آخرى . الان طبعا يستمر في صمته لن أقول انه سيقوم بدور المتفرج فالمتفرج يملك الجرأة على فتح عيونه ويحمل للمشاهدة بل هو لن يصل لهذا الحد والدرجة من الجرأة بل سيغض عينيه ويجلس القرفصاء في زاويته المحدده له والحدود المسموح له بها ويغمض عينيه ويغلق اذناه، هو لن يجرؤء على تقديم اي قول او فعل. اما نحن في فلسطين فلن نكن يوما متفرجين ولا صامتين نحن كنا فاعلين ولا زلنا فاعلين وسنبقى. ان ما يجري الان هو ضيق وبؤس على من اضاق علينا الحياة وما يجري الان لهم هو ردا من رب البشر على كل من ظلمنا وستتوسع دائرة الثأئر والرد لاصل كل من تخاذل وجبن في اغاثتنا. أبناء وطني لا تخافوا لا تتوتروا فنحن شعب برعاية الرحمن نعيش وما يكتبه لنا الرب اهلا به، ما سيجري لن يكن اكثر مما جرى علينا ان نكن عند مسؤوليتنا الذي يفرضه علينا عمق انتمائنا لديننا ووطننا ال وهو الوحدة والتعاضد فيما بيننا وتقاسم ما تيسر لنا من سبل الحياة للننتصر على كل ما سيواجهنا علينا ان نكن سندا لبعض ونلتحم ونرمي في النفايات ونحرق كل شعار يباعدنا ويفرقنا فنحن من جمعنا دماء ابنائنا الشهداء التي اروت ثرى هذا الوطن، فلا قيمة بعدها لتلك للشعارات الحزبية الزائفة. ان هذا الكلام ليس شعارات اصدرها لكم بل هو واقعا نعيشه فبيوتنا العامرة بابنائنا تسللت لها الاحزاب فنجد الأخ فتحاويا وأخيه حمساويا او الاب حمساويا والابن فتحاويا او العكس صحيح ، صدقا هم يتجادلون فيما بينهم بالنقاش وتتعالا صرخاتهم ولكن إذا اصيب أحدهم مكروها تجده ينسى الاحزاب ويلتصق بابنه او اخيه ويدافع عنه ويحميه . نحن صدقا تتعدد الاحزاب عندنا ولكن ما يميزها ويوحدها هو عشق الوطن والدفاع عنه لانه هو سبب نشأتها ووجودها لقد ان الاوان ان تتوحدوا وتتعاضدوا يكفي ما جرى انهضوا لملموا جراحكم فلن تجدوا ايادي حانية تضمد جراحكم الا اياديكم ولن تجدوا دعوات تنطلق للسماء دعوات الرب ان يحميكم ويسدد رميكم ويثبتكم وينصركم الا دعوات امهاتكم الخنسوات الاتي انجبن منكم البطل الحمساوي والبطل الفتحاوي والبطل الجبهاوي والبطل الشعبيا والبطل الديمقراطيا . ان احزابنا مهما تلونت اعلامها فاليد التي تحملها وتدافع عنها هي يد ابن هذا الوطن هو ذاته الذي نزف دمه واختلط بثراه. يا ابنائي عودوا لاحتضان وطنكم لتستحقوا منه ان يحتضنكم .