كشفت مصادر دبلوماسية غربية، أن إيران اعتمدت استراتيجيات متقدمة في الخداع التكتيكي ضمن ردها على الهجمات الإسرائيلية التي انطلقت في الثالث عشر من يونيو، ضمن إطار عملية عسكرية مستمرة لم يُعلن اسمها رسميًا.
خداع تكتيكي محكم
وأشارت المصادر لـ"إرم نيوز"، إلى أن هذه الاستراتيجيات ارتكزت على استخدام طائرات مسيرة وهمية ومنصات إطلاق صواريخ زائفة، بهدف إرباك واستنزاف منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
المسيرات الوهمية تدخل الميدان
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها المصادر، فإن إيران قد استخدمت طائرات مسيرة وهمية (Decoy Drones) ضمن موجات الهجوم، ما أدى إلى خداع أنظمة الرادار الإسرائيلية، التي تعاملت معها كتهديدات حقيقية، الأمر الذي أجبر إسرائيل على استخدام صواريخ اعتراضية باهظة الثمن تابعة لأنظمة القبة الحديدية، ودرع داود، ونظام السهم.
وفي سياق متصل، أشارت "المصادر"، إلى أن الموجة الأولى من المسيرات التي أطلقتها إيران تضمنت أعدادًا كبيرة من نماذج وهمية منخفضة التكلفة، شبيهة بطراز "شاهد-136"، بهدف إرهاق الدفاعات الجوية الإسرائيلية من خلال إجبارها على استخدام ذخائر تكتيكية باهظة، تتجاوز تكلفة الواحدة منها 50 ألف دولار.
منصات صاروخية زائفة
وعلاوة على ذلك، لجأت إيران إلى نشر منصات إطلاق صواريخ وهمية صممت لتبدو كمنصات صواريخ باليستية متنقلة، رغم أنها لا تحتوي في الواقع على أي صواريخ حقيقية، بحسب تأكيد المصادر نفسها، وتهدف هذه المنصات إلى تضليل الطائرات الهجومية الإسرائيلية، وتشتيت جهودها الميدانية.
كما شددت "المصادر"، على أن استخدام هذه الوسائل أربك بالفعل الحسابات العسكرية الإسرائيلية، وأسهم في استنزاف جزء من مخزون الذخائر، خصوصًا في اليومين الأخيرين من التصعيد، في حين لم تتمكن إسرائيل من التحقق من دقة أهدافها، إذ أشارت تقارير إلى غياب الانفجارات الثانوية التي عادة ما ترافق استهداف منصات صواريخ حقيقية.
تأثير يتجاوز الميدان
كما أوضح "المصادر"، أن التركيز الإيراني على استنزاف إسرائيل عسكريًا واقتصاديًا ألقى بظلاله على القدرات اللوجستية الأميركية في الشرق الأوسط، خاصة في ما يتعلق بمخزون الذخيرة، وهو ما قد يدفع واشنطن إلى مراجعة موقفها من التصعيد، والميل نحو مسار دبلوماسي، رغم معارضة إسرائيل لهذا التوجه.
تصعيد متبادل غير مسبوق
والجدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي أعلن عن تنفيذ ما يقارب 780 هجومًا على أهداف إيرانية منذ بداية التصعيد، استهدفت منشآت نووية وعسكرية إلى جانب عدد من القادة البارزين.
وفي المقابل، أعلنت إيران أنها أطلقت أكثر من 450 صاروخًا باليستيًا، إلى جانب أكثر من 1000 طائرة مسيّرة، ضمن نحو 16 موجة هجومية مركزة، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت حساسة داخل إسرائيل