بعد 12 يومًا من الحرب بين إيران وإسرائيل.. من خرج خاسرًا؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، يتساءل الكثيرين ما الذي تحقق فعليًا على الأرض من حيث المكاسب والخسائر لكل من الطرفين في هذه الحرب القصيرة والمكثفة؟

خسائر إيرانية قاسية

من الجانب الإيراني، تلقت طهران ضربات موجعة، بدأت في اليوم الأول من الهجمات الإسرائيلية، حيث فقدت عددًا من كبار قادتها العسكريين، من بينهم رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري.

علاوة على ذلك، تم اغتيال عدد من كبار العلماء النوويين الذين كانت تعتمد عليهم إيران في تطوير برنامجها النووي، وهو ما اعتبره مراقبون ضربة نوعية للقدرات العلمية الاستراتيجية.

كما لحقت أضرار جسيمة بالمنشآت النووية الإيرانية، التي تقول إسرائيل إنها دمرت بشكل كامل أو جزئي، خصوصًا بعد الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة، والتي استهدفت منشآت رئيسية، على رأسها منشأة فوردو شديدة التحصين.

وإلى ذلك، الخسائر البشرية والضربات العسكرية، تكبّدت إيران خسائر اقتصادية كبيرة ودمارًا واسعًا في بنيتها التحتية، كما أسفرت الحرب عن مقتل وجرح المئات من الإيرانيين، من مدنيين وعناصر عسكرية.

إسرائيل تحت وابل الصواريخ

وفي المقابل، لم تكن إسرائيل بمنأى عن الخسائر، إذ واجهت تحديات جدية أبرزها تساؤلات حول قدرة منظومتها الدفاعية على التصدي للهجمات الصاروخية الإيرانية، التي وُصفت بأنها من الأعنف في تاريخ المواجهات المباشرة.

وأسفرت الهجمات الإيرانية عن مقتل وجرح العشرات داخل إسرائيل، وألحقت أضرارًا مادية جسيمة بعدد من المدن، ما أضاف أعباءً اقتصادية متزايدة.

استعراض القوة الأميركية

وفي هذا الصدد، يرى محللون أن الاتفاق الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يكون بمثابة "الحل الذهبي" لجميع الأطراف المنخرطة في النزاع، فقد برهنت الولايات المتحدة على تفوقها العسكري، من خلال الضربة الدقيقة التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، بما يمثل رسالة قوية لخصومها الإقليميين والدوليين.

"هدنة مريحة" لتل أبيب

وفيما يتعلق بإسرائيل، يعتقد "المراقبون"، أن الاتفاق مثل نهاية مريحة لحرب شرسة، وأن القيادة الإسرائيلية تعتبر نفسها حققت انتصارًا على "تهديد وجودي"، ما يمنحها مساحة لإعادة التموضع والتقاط الأنفاس، خاصة في ظل تعدد جبهات المواجهة التي تواجهها منذ ما يزيد على 20 شهرًا.

إنقاذ للنظام الإيراني

أما عن إيران، فقد يكون الاتفاق بمثابة طوق نجاة للنظام، الذي تعرض خلال أيام قليلة لضربات واختراقات كشفت هشاشة أمنية واسعة، علاوة على الاستنزاف الاقتصادي الذي تعانيه طهران تحت وطأة العقوبات الدولية منذ سنوات.

والجدير بالذكر أن وقف إطلاق النار يشكل تطورًا مرحبًا به من أطراف عديدة إقليمية ودولية، لا سيما في ظل المخاوف من توسع الحرب وانعكاساتها الاقتصادية الكارثية، وقد عبّرت أوروبا، عبر وزراء خارجيتها المجتمعين في بروكسل، عن ارتياحها للاتفاق، داعية إلى العودة لمسار الدبلوماسية بعد الضربات الأميركية.

سكاي نيوز