"مقامرة ترامب الكبرى".. هل تهدد صفقة إيران حلم "أمريكا العظيمة"؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

 

أكدت وكالة "رويترز"، في تقرير لها، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقامرًا بارعًا في سياسته الخارجية، تمامًا كما كان في أيام امتلاكه للكازينوهات، لكن الضربات الجوية الأخيرة التي أمر بشنها على إيران ربما تشكل أكبر مغامراته حتى الآن.

ويعتقد "الخبراء"، أن هذا التحرك ينطوي على مكاسب سياسية محتملة، لا سيما إن نجح في الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش بين إيران وإسرائيل، لكن في المقابل، فإن أي انزلاق قد يقلب الطاولة، لا سيما مع تشكك متزايد داخل الرأي العام الأميركي.

هدوء هش بعد الضربة

والجدير بالإشارة أنه حتى اللحظة، يبدو أن ترامب نجح في كسب الرهان، فقد اقتصرت مشاركة الولايات المتحدة على تدخل محدود أجبر الطرفين على التهدئة.

 وفي هذا الصدد، يقول فراس مقصد، المدير الإداري لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة أوراسيا، إن "ترامب راهن، ومضت الأمور في صالحه".

غضب بعد إعلان الهدنة

لكن علامات التوتر لا تزال قائمة، فقد أعرب ترامب عن إحباطه بعد ساعات من إعلان وقف إطلاق النار، عندما شنت إسرائيل هجومًا على طهران، فاستمرار التصعيد أو رد فعل إيراني لاحق، سواء عسكريًا أو اقتصاديًا، قد يهدد تحالف "أميركا أولاً" الذي ساعد ترامب على استعادة البيت الأبيض.

ومن جهته، أكد كريس ستايروالت، المحلل السياسي في معهد "المشروع الأميركي" المحافظ، أن استمرار التوتر مع إيران خلال الأشهر الستة المقبلة قد يضعف شعار "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، مضيفًا أن ترامب تجاوز خطوطاً حمراء وضعها خلال حملته الانتخابية، أبرزها وعده بعدم التورط في صراعات الشرق الأوسط، ما قد يضعف من حظوظ أي مرشح جمهوري في الانتخابات المقبلة.

مستقبل غامض لحركة ترامب

كما لفت "ستايروالت"، إلى أن قرار ترامب بضرب إيران سيظل مسألة حساسة في أوساط الجمهوريين مستقبلاً، قائلاً: "في عام 2028، ستصبح قضية التدخل الأجنبي اختبارًا حاسمًا لتعريف جوهر حركة ترامب السياسية".

مجازفات متعددة بلا عوائد مضمونة

ويشار إلى أن إيران لا تعتبر المقامرة الوحيدة، حيث خاض ترامب مغامرات اقتصادية أخرى، على رأسها فرض الرسوم الجمركية التي أثارت قلق الأسواق وعمّقت المخاوف من التضخم. 

علاوة على جهوده لتقليص البيروقراطية تراجعت مع انسحاب إيلون ماسك من دائرة مستشاريه، وتسببت سياساته المتشددة في ملف الهجرة في احتجاجات داخلية واسعة.

وفي حال نجح ترامب في دفع إيران إلى التخلي عن طموحاتها النووية، سيكون قد حقق إنجازًا تاريخيًا في منطقة استنزفت الرؤساء الأميركيين لعقود، لكن بالمقابل، فإن ضرب إيران قد ينسف تعهداته السابقة بإنهاء "الحروب الأبدية"، وهو ما يفسر قلق الشارع الأميركي من التصعيد الأخير.

شعبية تتراجع بفعل التصعيد

وفي السياق ذاته، كشف استطلاع أجرته "رويترز/إبسوس" قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار، أن 36% فقط من الأميركيين أيدوا الضربات ضد البرنامج النووي الإيراني، كما انخفضت شعبية ترامب إلى 41%، وهو أدنى مستوى في ولايته الثانية، فضلًا عن تراجع ملحوظ في الدعم لسياسته الخارجية.

إرم نيوز