من هو "الوسيط الصامت" الذي يقلق إسرائيل؟.. التفاصيل الكاملة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

وجه الكاتب الإسرائيلي حاييم سيليرشتاين، هجومًا حادًا على رجل الأعمال الفلسطيني الأميركي بشارة بحبح، الذي لعب دور الوسيط بين حركة "حماس" والولايات المتحدة وأثمر تدخله عن الإفراج عن الأسير الإسرائيلي عيدان ألكسندر.

هجوم إسرائيلي على بحبح

ووصف "سيليرشتاين"، في مقاله بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، بحبح بأنه "أداة مركزية" في الترويج لخطاب معادي لإسرائيل داخل أهم دوائر النفوذ العالمية، من واشنطن إلى الكنائس الشرقية.

من الصحافة إلى دوائر التأثير

كما أشار "سيليرشتاين"، إلى أن بحبح، الصحفي السابق والمقيم سابقًا في القدس، بات اليوم فاعلًا مؤثرًا وغير رسمي في تشكيل السردية الغربية حول الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، مؤكدًا أن إسرائيل سحبت بطاقته الزرقاء عام 2009، لكنه واصل نشاطه "بهدوء وفعالية" تحت غطاء إنساني.

تحول تكتيكي نحو الجمهوريين

وعلى الرغم من تاريخه المعروف في دعم القيم الليبرالية وتواصله مع إدارات أوباما وبايدن، فإن "سيليرشتاين" يعتقد أن بحبح اتجه خلال العقد الأخير نحو الحزب الجمهوري، مدفوعًا بدافع براغماتي لا أيديولوجي، مستغلًا قنوات ترامب لتحدي الدعم الأميركي التقليدي لإسرائيل وترويج رواية فلسطينية تصوّر الاحتلال كطرف معزول ومعتدي.

وفي السياق ذاته، أوضح "سيليرشتاين"، أن بحبح كان من أوائل من تواصلوا مع فريق ترامب بعد إعادة انتخابه، وسعى لفتح قنوات بين القيادة الفلسطينية والإدارة الأميركية الجديدة، في وقت اتسم فيه الموقف الفلسطيني الرسمي بالتريث، كما أقام علاقات مؤثرة مع شخصيات عربية وكنسية بارزة، منها عطا الله حنا وعمرو موسى، بل وشارك بلقاء مع الملك عبد الله الثاني في عمّان.

خطر مزدوج على تل أبيب

كما يعتقد "سيليرشتاين"، أن الخطر في بحبح لا يكمن فقط في مواقفه العلنية، بل في تموضعه الذكي داخل شبكات الضغط والتأثير التي تربط إدارة ترامب بالكنائس الشرقية والقيادة الفلسطينية. 

وأضاف "سيليرشتاين"، أن منشوراته خلال العمليات العسكرية في غزة — التي اتهم فيها نتنياهو بقتل الأطفال ووصف الاحتلال بالإبادة — تكشف ما يعتبره تحريضًا علنيًا بات يجد صدى داخل الأوساط المحافظة والدينية الأميركية.

"تحييد حماس" وتنسيق مع السلطة؟

كما لفت "سيليرشتاين"، إلى منشور نشره بحبح بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، رحب فيه بالخطوة دون ذكر حماس أو ما يسميه "الإرهاب الفلسطيني"، ما يراه محاولة لتسويق إسرائيل كمعتدٍ وحيد، في خطاب يتقاطع ضمنيًا مع رسائل السلطة الفلسطينية.

وفي ختام مقاله، دعا "سيليرشتاين"، السلطات الإسرائيلية إلى رصد ومواجهة "خطاب بحبح التحريضي"، وكشف شبكة علاقاته للرأي العام الغربي، محذرًا من أن استمرار صمته عن "الإرهاب" واتهاماته لإسرائيل لا تجعله مجرد ناشط، بل "وكيلًا فلسطينيًا للوعي" داخل أكثر البيئات الداعمة لتل أبيب.

عربي 21