كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية صباح اليوم الخميس، عن تصاعد ملحوظ في التحركات السياسية والدبلوماسية على أكثر من مستوى في محاولة جديدة لإحياء مسار المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتشير المعلومات إلى جهود إقليمية متواصلة تقودها كل من مصر وقطر، بالتعاون مع أطراف دولية فاعلة، لإعادة الأطراف المتنازعة إلى طاولة الحوار غير المباشر خلال الأيام المقبلة.
مفاوضات غير مباشرة
وبحسب ما أفادت به الصحيفة نقلاً عن مصادر مصرية مطلعة، فإن الاتصالات مع الوسطاء لم تتوقف على مدار الفترة الماضية، وسط تقديرات بأن جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة "حماس" والاحتلال الإسرائيلي ستعقد قريبًا، إما في العاصمة المصرية القاهرة أو في العاصمة القطرية الدوحة، ضمن مسار تفاوضي يهدف إلى تثبيت تهدئة شاملة وإنهاء الحرب المستمرة على القطاع.
وتشير المعطيات إلى أن جولات تحضيرية استكشافية قد تبدأ خلال أيام، حيث من المتوقع أن تتنقل وفود المفاوضين بين تل أبيب والقاهرة والدوحة، ضمن سلسلة من اللقاءات التي تهدف إلى استطلاع مواقف الأطراف المختلفة واستكشاف مدى استعدادها لخوض مفاوضات حاسمة، حال توفرت الأرضية المناسبة لذلك.
مصر وقطر تضغطان
وفي سياق هذه الجهود، عادت كل من مصر وقطر، وهما الطرفان الأساسيان في جهود الوساطة، إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية على الولايات المتحدة من أجل لعب دور فاعل وأكثر جدية هذه المرة في دعم مسار التهدئة.
وفي الأيام الأخيرة، عقد مسؤولون من البلدين اجتماعات مع وفود وقيادات من حركة "حماس"، وشاركوا كذلك في اتصالات مباشرة وغير مباشرة مع أطراف دولية، وعلى رأسها واشنطن، في محاولة لإحداث اختراق في حالة الجمود القائمة.
ووفقًا للمصادر، تسعى هذه التحركات إلى بلورة أسس واضحة لجولة تفاوضية جديدة تأخذ بعين الاعتبار التنازلات التي قدمتها "حماس" في الجولات السابقة، وفي الوقت نفسه تسعى لتجاوز العقبات الأساسية المتمثلة في الشروط الإسرائيلية التعجيزية، وفي مقدمتها نزع سلاح الفصائل وإبعاد القيادات الفلسطينية عن غزة، وهي مطالب ترفضها الحركة بشكل قاطع.
حماس تبدي استعدادًا لتسوية شاملة
من جهتها، أعربت حركة "حماس"، بحسب ما نقلته المصادر، عن استعدادها للتعاون الإيجابي مع أي جولة مفاوضات قادمة، بشرط وجود ضمانات أميركية حقيقية تلزم الاحتلال بتنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه، وتمنع خرقه مستقبلًا.
كما أكدت الحركة أنها جاهزة للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل التزام إسرائيلي صريح بـوقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل من القطاع، وبدء إعادة الإعمار، وتنظيم شؤون الحكم في غزة عبر تفاهمات وطنية شاملة.
وتعتبر القاهرة أن هذا الطرح يشكل فرصة حقيقية للبناء عليه وتحقيق اختراق في المفاوضات، إذا ما التزمت الأطراف الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة بدور الضامن الفعلي.
موقف إسرائيلي غامض
ورغم التفاؤل الحذر الذي تبديه بعض الأطراف، إلا أن المصادر تشير إلى أن الموقف الإسرائيلي لا يزال يتسم بالغموض، في ظل تباين المواقف داخل الحكومة وقيادة الجيش.
غير أن المؤشرات السياسية الصادرة من تل أبيب تفيد بوجود تيارات داخل المؤسسة الحاكمة تميل إلى إنهاء الحرب، خاصة مع تزايد الخسائر البشرية والسياسية والعسكرية، وارتفاع حدة الضغوط الأميركية والأوروبية، بالإضافة إلى المطالبات الداخلية المتصاعدة بإعادة الجنود والأسرى من غزة.