شن جرشون باسكين، الوسيط الإسرائيلي المعروف ومهندس صفقة تبادل الأسرى الشهيرة "صفقة شاليط"، صباح اليوم الخميس، هجومًا حادًا على الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، متهمًا إياها باستغلال استمرار الحرب على قطاع غزة لخدمة أهداف سياسية داخلية وإنقاذ مستقبله السياسي من الانهيار، وسط تصاعد الانتقادات الإسرائيلية والدولية بشأن استمرار العمليات العسكرية وتفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.
الحرب تهدد أمن إسرائيل
في تصريحات لافتة حملت لهجة شديدة اللهجة، أكد باسكين أن استمرار الحرب الحالية في غزة لا يخدم المصالح الأمنية أو الاستراتيجية لإسرائيل، بل يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الجنود المنتشرين داخل القطاع.
وقللقال: "الحرب تمنح ما تبقى من عناصر حركة حماس فرصة للهجوم على قوات الجيش الإسرائيلي في مناطق تمركزهم، ما يزيد من الخطر على أرواح الجنود الإسرائيليين."
وأضاف أن الأثمان التي تدفعها إسرائيل نتيجة هذه الحرب باهظة وغير مبررة إطلاقًا، مشيرًا إلى أن معدل القتل اليومي للفلسطينيين يصل إلى نحو مئة شهيد، معظمهم من المدنيين الأبرياء الذين يكافحون من أجل البقاء والحصول على أدنى متطلبات الحياة، من ماء وغذاء وخدمات صحية، واعتبر باسكين أن ما يجري يمثل مأساة إنسانية حقيقية لا يمكن تبريرها بأي أهداف عسكرية.
دعوة لترمب
وفي سابقة ملفتة، طالب باسكين الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتدخل لممارسة ضغوط قوية على نتنياهو من أجل إنهاء الحرب على غزة، مشيرًا إلى أن ترمب كان له دور حاسم سابقًا في ملفات مشابهة، خصوصًا الملف الإيراني، حين أجبر نتنياهو على القبول باتفاقات لوقف إطلاق النار.
وشدد باسكين على أن ترمب يمتلك القدرة الكاملة على التأثير على القرار السياسي الإسرائيلي، ويمكنه لعب دور محوري في إجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف العمليات العسكرية، خاصة في ظل ما وصفه بـ"الفرصة الذهبية" المتاحة الآن.
حماس مستعدة للتنازل
وأشار باسكين، إلى أن قيادة حركة حماس أبدت استعدادها الكامل للدخول في تسوية شاملة، تشمل إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، والتخلي عن حكم غزة، بشرط واحد فقط يتمثل في وقف العدوان العسكري الإسرائيلي فورًا.
ورأى باسكين أن هذا الموقف من حركة حماس يظهر ليونة سياسية غير مسبوقة، ويمثل فرصة تاريخية يمكن البناء عليها لإعادة ترتيب المشهد السياسي والأمني في القطاع وإنهاء سنوات من الصراع المستمر، لكنه حذر من أن استمرار النهج المتشدد لحكومة نتنياهو يهدد بضياع هذه الفرصة، ويبقي إسرائيل في دائرة الاستنزاف الأمني والعزلة السياسية الدولية.