غير أهداف الحرب.. تحذيرات خطيرة من خطط نتنياهو الجديدة في غزة

الحرب في غزة
الحرب في غزة

نشرت مجلة "فورين أفيرز" تقريرًا تحليليًا خطيرًا يوم الخميس، تناولت فيه التحول الجذري في أهداف الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو بشأن مستقبل قطاع غزة، معتبرة أن التصريحات العلنية الأخيرة والخطط العسكرية على الأرض تكشف بوضوح أن الحرب لم تعد تسعى فقط لتحرير الرهائن أو هزيمة حماس، بل تتجه نحو فرض السيطرة الكاملة على غزة وربما تهجير سكانها قسرًا.

نتنياهو يرفع سقف طموحاته

وبحسب التقرير، لم تعد أهداف الحرب الإسرائيلية محصورة في القضاء على حماس أو تحرير الأسرى، بل أعلن نتنياهو في مؤتمر صحفي عقد يوم 22 مايو/أيار 2025 أن الهدف النهائي هو السيطرة الأمنية الكاملة والدائمة على قطاع غزة. 

وقد اعتبرت المجلة أن هذا التصريح يمثل تراجعًا واضحًا عن تعهدات سابقة أعلن فيها نتنياهو أن إسرائيل لا تسعى لاحتلال القطاع أو تهجير سكانه.

وأكدت "فورين أفيرز" أن التحالف السياسي الهش الذي يستند إليه نتنياهو، والذي يضم أطرافًا يمينية متشددة، يدفعه نحو مزيد من التصعيد، باعتبار أن الحرب باتت وسيلة لبقائه السياسي، وليس مجرد خيار عسكري مؤقت.

القتال الميداني

وتوقعت المجلة أن يؤدي انتقال الجيش الإسرائيلي من الضربات التقنية البعيدة إلى الاشتباكات الميدانية المباشرة وسط أنقاض غزة إلى ارتفاع حاد في عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين، لا سيما في ظل البيئة القتالية المعقدة والمعروفة بتضاريسها الصعبة وكثافة المقاومة المسلحة.

في المقابل، يحتجز الناجون من سكان غزة، وعددهم نحو 2.2 مليون نسمة، في مخيمات خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، ويعتمدون كليًا على مساعدات غذائية إسرائيلية محدودة ومقننة ما يكشف عن نية إسرائيل في استخدام الغذاء كسلاح حرب.

خطة ترامب لغزة

رغم أن بعض الدوائر السياسية الغربية قد تعتبر ما يعرف بـ"خطة ترامب لغزة" تصورًا سياسيًا فضفاضًا، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تتعامل معها بجدية بالغة، فوفقًا للتقرير، أنشأت إسرائيل في مارس 2025 مكتبًا خاصًا لمتابعة مشروع "الهجرة الطوعية" من غزة، في خطوة تشير إلى رغبة مبيتة في دفع السكان نحو النزوح الجماعي إلى دول أخرى.

وفي تصريحات صادمة، قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش إن غزة سيتم تدميرها بالكامل، وسيرسل المدنيون إلى الجنوب، ومن هناك سيبدأون مغادرتها إلى دول ثالثة، ما يعكس رؤية واضحة ومعلنة للتهجير القسري.

عربات جدعون

وتشير "فورين أفيرز" إلى أن الضغط على المدنيين بات عنصرًا جوهريًا في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، المعروفة باسم خطة "عربات جدعون"، ومن أبرز أدوات هذه الخطة تجفيف الموارد الغذائية والطبية عبر تدمير الأراضي الزراعية في غزة، وفرض حصار شامل على دخول الأغذية والأدوية والوقود لمدة تجاوزت 80 يومًا، ما وضع السكان على شفا المجاعة.

وفي أواخر مايو، كشفت المجلة أن إسرائيل أطلقت خطة مثيرة للجدل لتجاوز المنظمات الدولية في عمليات الإغاثة عبر إنشاء ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي تحظى بدعم من إدارة ترامب، وتدار فعليًا من قبل مرتزقة أمريكيين وتشرف عليها إسرائيل بشكل كامل. 

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز، بحسب ما نقله التقرير، أن هذه المؤسسة تدار بتنسيق مباشر مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وتستخدم كغطاء لنشاطات عسكرية أكثر من كونها هيئة إنسانية حقيقية.

الضغط الأميركي

ختامًا، رأت المجلة أن الضغط القوي من الولايات المتحدة، وخاصة من إدارة ترامب، يمثل الفرصة الأخيرة لكبح جماح نتنياهو قبل أن يتحقق السيناريو الأسوأ، والذي يتمثل في مزيد من القتل والتدمير والتهجير الجماعي. 

وأكد التقرير أنه إذا أرادت واشنطن فعلاً إنهاء هذه الحرب، فعليها أن تعلن فشل استراتيجية "التفاوض تحت النار" التي تتبعها إسرائيل عبر تجويع السكان وقصفهم المتواصل.

إرم نيوز