الكشف عن شروط نتنياهو لوقف الحرب على غزة.. هل اقتربت الصفقة؟

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

 

أكد محللون إسرائيليون، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى لجعل إنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة جزءًا من صفقة إقليمية أوسع، تتضمن تطبيع دول عربية وإسلامية لعلاقاتها مع إسرائيل. 

إلا أن هذه الرؤية تصطدم برفض داخلي شديد من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين يعارضان وقف المجازر التي تنفذها تل أبيب ضد الفلسطينيين منذ أكثر من 21 شهراً.

وصرح نتنياهو، في فيديو نشر الخميس: "قاتلنا بقوة ضد إيران وحققنا نصراً عظيماً يفتح الباب أمام توسيع كبير لاتفاقيات السلام، ونحن نعمل بجد لتحقيق ذلك".

لحظة حاسمة في غزة

وفي هذا الإطار، لفتت المحللة السياسية في القناة 12، دفنا ليئيل، إلى أن الحرب في غزة وصلت إلى "نقطة حاسمة"، وقد يضطر نتنياهو قريباً إلى التراجع عن شرطه الرئيسي بنزع سلاح حركة حماس. 

وأوضحت "ليئيل"، أن العملية العسكرية في إيران، التي استمرت 12 يوماً بدءاً من 13 يونيو، أسفرت عن مقتل 11 جندياً إسرائيلياً في غزة، بينما يتسبب الوضع الإنساني الكارثي هناك بأضرار سياسية متزايدة لإسرائيل، وقد يدفع دولاً عديدة نحو الاعتراف بدولة فلسطينية.

وأضافت "ليئيل"، أنه رغم الدمار الكبير الذي لحق بغزة، فإن أرقاماً كشفت لأعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست تظهر أن نحو 26 ألف مقاتل من حماس لا يزالون في الميدان، علاوة على آلاف من العناصر الجهادية.

مفاتيح التطبيع

كما أشارت "ليئيل"، إلى أن نتنياهو ينظر إلى غزة ضمن سياق أوسع، حيث يمكن أن يكون التوصل إلى اتفاق بشأنها مدخلاً لتحقيق إنجازات دبلوماسية، لا سيما في ما يتعلق بتوسيع "اتفاقيات إبراهيم". 

ورجعت "لئيئل"، تأخر التطبيع مع السعودية إلى رفض إسرائيل تقديم أي خطوات نحو قيام دولة فلسطينية.

وفي السياق ذاته، تساءلت "ليئيل"، عن فرص العودة إلى مفاوضات كانت قريبة مع إندونيسيا قبل هجمات 7 أكتوبر 2023، وتحدثت عن إمكانيات جزئية في سوريا ولبنان، معتبرة أنه إذا أبدت حماس استعداداً لاتفاق، فقد يجد نتنياهو نفسه مضطراً للاختيار بين استمرار الحرب أو تحقيق مكاسب إقليمية أوسع.

"صفقة قمة" لا وفود

وبحسب ما جاء في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، كتب المحلل إيتمار آيخنر، فإن نتنياهو يسعى لدمج اتفاق غزة ضمن اتفاقيات إقليمية موسعة. 

ونقل عن مصادر أمريكية قولها إن هناك زخماً في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حماس، خصوصًا بعد الضربة الإسرائيلية لإيران، وإن قطر تؤدي دور الوسيط بفعالية.

وشدد "آيخنر"، على أن إسرائيل لا تعتزم إرسال وفد تفاوضي إلى القاهرة أو الدوحة، لأن نتنياهو يصر على أن تتم الصفقة على "أعلى المستويات"، لافتًا إلى أن المفاوضات تدار بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.

وفي سياق متصل، كشف "آيخنر"، أن هذه "الصفقة الشاملة" تتضمن وقف إطلاق نار، وإعادة نحو 50 رهينة إسرائيلي، وتوسيع اتفاقيات التطبيع، وهي عناصر تثير اهتمام ترامب بشكل خاص.، مشيرًا إلى أن هناك نقاشات جارية لترتيب زيارة قريبة لنتنياهو إلى البيت الأبيض.

خطة ترامب: إنهاء الحرب والتهجير

من جهته، أفاد المحلل أرئيل كهانا، في صحيفة "إسرائيل اليوم"، بإن ترامب ونتنياهو توصلا إلى اتفاق مبدئي بشأن خطة تشمل إنهاء الحرب في غزة خلال أسبوعين، مع نقل أعداد كبيرة من سكان القطاع إلى دول أخرى ترغب في استقبالهم.

واستطرد "كهانا"، أن توسيع اتفاقيات إبراهيم قد يشمل اعترافاً من سوريا والسعودية ودول عربية وإسلامية أخرى بإسرائيل، وإقامة علاقات رسمية معها.

 وفي المقابل، ستعلن إسرائيل عن استعدادها للنظر في حل الدولتين مستقبلاً، شرط إدخال إصلاحات على السلطة الفلسطينية.

كما لفت "كهانا"، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، إلى أن إدارة ترامب تمارس "ضغوطاً رئاسية قوية" على نتنياهو لإنهاء العمليات في غزة.

والجدير بالذكر أن حرب لإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في غزة أسفرت عن سقوط نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، وسط مجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال.

القناة 12 الإسرائيلية + يديعوت أخرونوت+ إسرائيل اليوم