أفادت القناة 13 الإسرائيلية، اليوم الأحد، بأن هناك أضرار كبيرة وإصابات جسيمة لحقت بمنشآت استراتيجية وقواعد تابعة للجيش الإسرائيلي نتيجة الهجمات الصاروخية الإيرانية، وهي تفاصيل لم يفصح عنها حتى الآن بشكل رسمي.
حجم الأضرار في إسرائيل
وعلى الرغم من الرقابة العسكرية المشددة المفروضة من قبل السلطات الإسرائيلية على وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي، فإن التقرير لفت إلى أن الرقابة منعت نشر أي صور أو معلومات تتعلق بأماكن سقوط الصواريخ الإيرانية، أو حجم الأضرار التي خلفتها داخل إسرائيل.
وأشارت "القناة الإسرائيلية"، إلى أن معظم الإسرائيليين لا يدركون مدى الدقة التي تميزت بها الهجمات الإيرانية، ولا حجم الضرر الذي لحق بمواقع متعددة، موضحة أن إصابة معهد "وايزمان" للدراسات كانت معروفة على نطاق واسع، إلا أن هناك مواقع أخرى كثيرة لم يُكشف عنها حتى الآن.
منازل مدمرة وسكان بلا مأوى
ومن جهتها، كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، نقلًا عن مصلحة الضرائب الإسرائيلية، أن الأخيرة تلقت نحو 43 ألف طلب تعويض بسبب الأضرار الناجمة عن الحرب الأخيرة مع إيران، حيث أتضح أن 80% من هذه المطالبات تتعلق بتدمير منازل سكنية.
وأوضحت "الصحيفة"، أن الصواريخ الإيرانية، إلى جانب الخسائر البشرية، أحدثت دمارًا واسعًا طال المباني والشوارع، مما ترك عشرات الآلاف من السكان دون مأوى، في حرب لم تتجاوز مدتها 12 يومًا فقط، لكنها خلفت آثارًا مدمّرة في مختلف أنحاء البلاد.
أرقام غير مسبوقة
وفي هذا الصدد، أكدت ميري سافيون، نائبة مدير مصلحة الضرائب الإسرائيلية، إن "هذه الأرقام لم نشهدها في أي حرب سابقة"، موضحة أنه خلال الحرب الطويلة التي بدأت في السابع من أكتوبر، استقبلت المصلحة نحو 75 ألف طلب تعويض على مدار عام ونصف، بينما تجاوزت الحرب مع إيران نصف هذا الرقم خلال 12 يومًا فقط، ما يعكس حجم الأضرار الهائل في فترة زمنية وجيزة.
أضرار ممتدة وتقديرات ضخمة
كما لفتت "سافيون"، إلى أن هذه الحرب أسفرت عن عدد غير مسبوق من الشقق المدمرة بالكامل، والتي سيستغرق ترميمها وتقييم محتوياتها المتضررة وقتًا طويلًا، كما قدرت أن قيمة التعويضات الناتجة عن الأضرار المباشرة ستتجاوز 4 مليارات شيكل.
وبحسب البيانات الصادرة عن مصلحة ضريبة الدخل، فإن توزيع طلبات التعويض جاء على النحو التالي:
-
26,084 طلب في المنطقة الوسطى
-
12,364 طلب في المنطقة الجنوبية
-
2,750 طلب في مناطق عكا والجليل الغربي وحيفا
-
226 طلب في طبريا وبيت شان
-
104 طلب في منطقة القدس
-
9 طلبات في كريات شمونة
ونوهت "الصحيفة"، إلى أن هذه الحرب، القصيرة في مدتها، تعتبر من أكثر الحروب تدميرًا من حيث الأضرار بالممتلكات، مقارنة بجميع النزاعات السابقة، بما فيها عملية "السيوف الحديدية"
صمت رسمي وتضارب الأرقام
والجدير بالإشارة أن الحرب بين تل أبيب وطهران قد اندلعت في 13 يونيو الجاري واستمرت 12 يومًا، تبادلت خلالها القوات الإسرائيلية والإيرانية الهجمات، حيث استخدمت طهران صواريخ بالستية فرط صوتية عالية الدقة، ما أدى إلى أضرار فادحة داخل العمق الإسرائيلي، وبالرغم من إعلان وقف إطلاق النار في 24 يونيو بدعم أميركي وضغوط دولية، لا تزال المعلومات المتعلقة بحجم الخسائر الإسرائيلية تخضع لتكتم رسمي.
وعلى الجانب الآخر، كشفت إيران عن مقتل أكثر من 610 من مواطنيها وإصابة ما يزيد عن 4700 آخرين، مشددة على أنها "لا تخفي شهدائها"، فيما تشير الإحصاءات الرسمية الإسرائيلية إلى مقتل نحو 29 إلى 30 مدنيًا، وإصابة ما يزيد عن 1300، في حين تحدثت تقارير غير رسمية عن مقتل ما لا يقل عن 200 مدني، دون أي تأكيد حكومي.
والجدير بالذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد حث الطرفين على احترام اتفاق وقف إطلاق النار وتجنب التصعيد، بينما عبرت فرنسا وعدة دول أخرى عن رغبتها في تثبيت السلام وتفادي الانزلاق نحو موجة جديدة من العنف في المنطقة.