في تطور غير مسبوق يعكس حجم التوتر والانقسام الداخلي في إسرائيل، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أن مجموعة من المستوطنين نفذوا أعمال شغب عنيفة داخل مركز أمني تابع له في الضفة الغربية، وذلك بعد سلسلة من المواجهات المحتدمة بينهم وبين القوات العسكرية الإسرائيلية.
تصعيد خطير
تأتي هذه الأحداث في سياق تصعيد لافت بدأ منذ مساء الأحد، حيث وصلت حدة المواجهات بين المستوطنين والجيش إلى مستويات غير معهودة، وتشير مصادر عسكرية إلى أن الأمر لم يعد مجرد خلافات محدودة، بل بات يأخذ شكلًا منظمًا ويمثل تحديًا مباشراً للسلطة العسكرية في الميدان.
وكان جنود من قوات الاحتياط قد تعرضوا لهجوم من قبل مستوطنين قرب قرية المغير شمال شرق رام الله، أعقبه قيام المستوطنين بإحراق مركبتين عسكريتين تابعتين للجيش الإسرائيلي في منطقة كوخاف هشاحر، وهو ما اعتبر تصعيدًا غير مسبوق في طبيعة العلاقة بين المستوطنين والمؤسسة الأمنية.
زيارة ميدانية وتحقيقات عاجلة
في محاولة للسيطرة على الموقف، قام رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال إيال زامير، بزيارة ميدانية إلى موقع الحادث لدعم القوات التي تعرضت للاعتداء، وخلال زيارته، أصدر تعليمات عاجلة بتوفير إمدادات وتعزيزات إضافية للقوات المنتشرة في الضفة الغربية تحسبًا لأي هجمات جديدة قد ينفذها المستوطنون ضد الجيش.
كما أجرى زامير تحقيقًا أوليًا في الحادثة، عبر من خلاله عن دعمه الكامل للقوات المتواجدة في الميدان، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الانضباط وفرض هيبة الدولة حتى في وجه تهديدات داخلية.
تعليق الجيش الإسرائيلي
من جهته، أصدر مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بيانًا قال فيه إن رئيس الأركان عبر عن دعمه المطلق للجنود الذين واجهوا اعتداءات مباشرة، مؤكدًا أن المؤسسة العسكرية لن تتسامح مع الاعتداءات الداخلية، خاصة تلك التي تأتي من أوساط المستوطنين الذين يفترض أن يكونوا حلفاء استراتيجيين في الضفة الغربية.
وأضاف البيان: "مهمتنا الأساسية في الضفة الغربية هي إحباط الأنشطة المعادية التي تنفذها التنظيمات الفلسطينية، لكن الشغب العنيف من قبل المستوطنين يعيق هذه المهمة ويضعف قدرة الجيش على تنفيذها بفعالية".
مؤشرات لانقسام داخلي حاد
يشير هذا التصعيد إلى تحول خطير في العلاقة بين الجيش والمستوطنين، الذين طالما حظوا بدعم ضمني أو مباشر من المؤسسة السياسية الإسرائيلية، لكن تصاعد النزاع مؤخراً يعكس أزمة أعمق داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث بات الجيش نفسه هدفًا لغضب قواعد يمينية متطرفة تعارض بعض سياساته أو تعتبره غير فعال بما يكفي في قضايا تتعلق بالفلسطينيين أو الأمن الداخلي.