في تطور خطير، أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن مقتل حسن أبو الفضل النيقويئي، المعروف بلقبه العسكري "الحاج يونس"، أحد أبرز القيادات الميدانية في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والمقرب من القائد الراحل قاسم سليماني الذي اغتيل في العراق بغارة أمريكية عام 2020.
استهداف مباشر
ووفقًا لما أوردته وكالة "تسنيم" الإيرانية، فقد قتل "الحاج يونس" خلال غارة جوية إسرائيلية استهدفت مواقع داخل إيران، وذلك ضمن الحرب التي استمرت 12 يومًا بين الطرفين، في واحدة من أكثر الجولات التصعيدية جرأة واتساعًا داخل العمق الإيراني.
ووصفت الوكالة القتيل بأنه "أسطورة ميدانية" في قتال الجماعات الإرهابية في المنطقة، مضيفةً أن اغتياله جاء على يد النظام الإرهابي الصهيوني بعد سنوات من الكفاح العسكري ضد أعداء إيران والإسلام، بحسب تعبيرها.
وأشارت "تسنيم" إلى أن الحاج يونس كان على مقربة شديدة من سليماني ليس فقط في المهمات العسكرية، بل أيضًا على المستوى الشخصي والمعنوي.
دور محوري في العمليات داخل سوريا
وبحسب التقرير، كان للحاج يونس دور قيادي بالغ الأهمية في العمليات الميدانية لـ فيلق القدس داخل الأراضي السورية، حيث اعتبر وجوده على الأرض بمثابة رأس حربة استراتيجية للنفوذ الإيراني في ساحة القتال، وساهم في وضع وتنسيق الخطط العملياتية بالتعاون مع الحلفاء الإقليميين.
وذكرت "تسنيم" أن العلاقة بين يونس وسليماني لم تكن عابرة، بل تعود إلى سنوات طويلة من العمل العسكري المشترك في مناطق مختلفة، مما جعله يحظى بمكانة خاصة داخل صفوف الحرس الثوري، رغم بقاء هويته وظهوره العلني محدودًا حتى لحظة مقتله.
وقد أكدت الوكالة أن هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها عن اسم الحاج يونس في الإعلام الرسمي الإيراني، ما يعكس سرية موقعه الحساس ضمن المنظومة العسكرية الإيرانية.
ضربات متتالية على العمق الإيراني
ويأتي هذا الاغتيال في سياق حملة عسكرية مكثفة شنتها إسرائيل ضد أهداف داخل إيران، ففي صباح الجمعة، 13 يونيو الجاري، نفذت إسرائيل هجومًا واسع النطاق استهدف مواقع عسكرية وعلمية، وأسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين والمدنيين الإيرانيين.
ثم، في 22 يونيو، وسعت الولايات المتحدة من نطاق الهجوم، عبر ضربات جوية دقيقة طالت منشآت نووية رئيسية في فوردو ونطنز وأصفهان، وهي مواقع تعتبر من الركائز الأساسية في البرنامج النووي الإيراني، ومثلت هذه الضربات تصعيدًا غير مسبوق في العمليات المباشرة داخل الأراضي الإيرانية.
وفي تطور لاحق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 24 يونيو، عن وقف لإطلاق النار، ما أتاح فرصة لتقييم الأضرار وتكتيكات الرد، دون أن يعرف بعد إن كانت هذه التهدئة ستدوم أم تمثل مجرد هدنة مؤقتة.