في تصعيد غير مسبوق، أصدر الجيش الإسرائيلي، صباح الاثنين، إنذارًا عاجلًا لإخلاء مناطق واسعة من شمال قطاع غزة، في خطوة تعكس اقتراب انطلاق عملية عسكرية موسعة تعد الأكبر منذ بدء الحرب.
وجاء هذا التحذير في ظل توتر داخلي في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وتردد على المستوى السياسي بشأن المضي قدمًا نحو اجتياح كامل للقطاع أو الاتجاه نحو تسوية دبلوماسية تشمل صفقة تبادل أسرى.
أخلوا فورًا
أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على موقع "X"، أن القوات الإسرائيلية بصدد تنفيذ عمليات قتالية عنيفة للغاية في عدة أحياء داخل مدينة غزة ومحيطها تشمل أحياء: الزيتون الشرقية، البلدة القديمة، التركمان، الجديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، بالإضافة إلى مناطق واسعة في جباليا، منها جباليا البلد، جباليا النزلة، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام، وتل الزعتر.
وأكد أدرعي أن الأعمال العسكرية سوف تشتد وتمتد غربًا حتى قلب مدينة غزة، بهدف ما وصفه بـ"تدمير قدرات حماس العسكرية"، كما أشار إلى أن الجيش أغلق محور صلاح الدين الحيوي مضيفًا أن القوات باتت منتشرة في محيطه.
وادعى أدرعي أن هذا الإنذار جاء حفاظًا على حياة المدنيين داعيًا سكان تلك المناطق إلى الإخلاء فورًا جنوبًا نحو منطقة المواصي عبر طريق الرشيد الساحلي، محذرًا من أن العودة إلى المناطق المشتعلة يشكل خطرًا مباشرًا على حياتهم، على حد تعبيره.
#عاجل ‼️تحذير خطير الى كل المتواجدين في منطقة مدينة غزة وجباليا وفي أحياء الزيتون الشرقي، البلدة القديمة، التركمان، اجديدة، التفاح، الدرج، الصبرة، جباليا البلد، جباليا النزله، معسكر جباليا، الروضة، النهضة، الزهور، النور، السلام وتل الزعتر
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 30, 2025
⭕️جيش الدفاع يعمل بقوة شديدة جداً في هذه… pic.twitter.com/xFEX5aUxK6
الكرة في ملعب نتنياهو
جاء هذا التصعيد الميداني بالتزامن مع نقاشات داخلية مكثفة في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، حيث عرض الجيش خلال اجتماع مع القيادة السياسية، خيارين استراتيجيين لمستقبل الحرب، بحسب ما نقلته "القناة 14" العبرية:
- اجتياح كامل لقطاع غزة، يتبعه إنشاء إدارة عسكرية إسرائيلية داخل القطاع.
- الدخول في مفاوضات لتوقيع صفقة تبادل أسرى مع حماس.
وبحسب مصادر حضرت الاجتماع، فقد حذر الجيش من أن اجتياح غزة سيفرض ثمناً باهظاً للغاية سواء من حيث الخسائر البشرية المتوقعة في صفوف الجنود، أو احتمال عدم نجاة بعض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، فضلًا عن تكلفة اقتصادية ضخمة وصفها الجيش بأنها "غير معقولة".
ومع عدم التوصل إلى قرار حاسم، نقل الجيش مسؤولية الحسم النهائي إلى المستوى السياسي ممثلًا برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مطالبًا باتخاذ قرار واضح يحدد المسار، إما الاستعداد لتوسيع الحرب، أو التوجه نحو مسار دبلوماسي.
استعدادات لاجتياح بري واسع
وفي سياق متصل، كشفت تسريبات جديدة نقلها موقع "والا" العبري أن الجيش يدرس تنفيذ واحدة من أوسع عملياته البرية منذ بداية الحرب، من خلال تحريك خمس فرق عسكرية كاملة، في تحول كبير عن الاستراتيجية السابقة التي كانت تعتمد على التدخلات الجزئية.
ووفق هذه الخطط، فإن العملية المقبلة لن تقتصر على التقدم الميداني فحسب، بل ستشمل واحدة من أضخم حملات إخلاء قسري للسكان الفلسطينيين، لإخلاء مناطق الشمال بالكامل وتحويلها إلى مناطق عمليات عسكرية مفتوحة.