سيناء و"الخطأ القادم".. هل تكون مصر الهدف التالي بعد إيران؟

الجيش المصري
الجيش المصري

في تطور لافت وخطير في لهجة الخطاب الإسرائيلي تجاه القاهرة، دعا عدد من المستشرقين والخبراء الإسرائيليين في الشؤون العربية إلى استبدال حالة "السلام البارد" القائمة بين مصر وإسرائيل بحرب باردة صريحة، بل وذهب بعضهم إلى حد اقتراح أن تكون مصر هي الهدف التالي بعد إيران في المواجهة الإقليمية المحتدمة.

دعوات عدائية

جاء ذلك خلال ندوة بثتها قناة i24news الإخبارية الإسرائيلية، شارك فيها عدد من الشخصيات الإسرائيلية المؤثرة والخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، من بينهم المستشرق المعروف تسفي يحزكيلي، الذي قال بشكل مباشر وصادم: "السلام البارد مع مصر يجب أن يستبدل بحرب باردة، ويجب أن تكون مصر هي الهدف التالي بعد إيران".

واستند يحزكيلي في تحليله إلى ما وصفه بـ"تزايد جرأة القاهرة تجاه تل أبيب"، معتبرا أن مصر لم تكن يوما صديقة حقيقية لإسرائيل، بل تمسكت دائمًا بموقف شعبي ورسمي يتسم بالحذر والبرود تجاهها رغم توقيع اتفاقية السلام بين البلدين منذ أكثر من أربعة عقود.

تحريض صريح على التصعيد

وخلال الندوة، اتهم يحزكيلي الشارع المصري بعدم تقبل إسرائيل منذ البداية، وقال: "المصريون الذين لم يحبونا يوماً، تابعوا الحرب بين إسرائيل وإيران بتركيز، واللافت أن من كانوا يكرهون الشيعة بالأمس، هللوا لإيران اليوم بسبب موقفها من إسرائيل".

وفي رده على سؤال مباشر حول إمكانية أن تكون مصر هي محور الحرب المقبلة بالنسبة لإسرائيل، أجاب يحزكيلي دون تردد: "ينبغي أن تكون كذلك"، في تحريض واضح وخطير على القاهرة، التي تعد أحد الأطراف المحورية في معادلة الاستقرار الإقليمي، ووسيطًا رئيسيًا في أزمات المنطقة، وعلى رأسها الملف الفلسطيني.

الخطأ القادم

لم يكن تسفي يحزكيلي هو الصوت الوحيد في تلك الندوة الذي هاجم مصر علنًا، بل شاركه في ذلك الخبير العسكري الإسرائيلي إيلي ديكل، الذي شن هجومًا لاذعًا على السياسة المصرية، خصوصًا في شبه جزيرة سيناء.

وقال ديكل: "نحن لا نرى المصريين وأفعالهم في سيناء بشكل صحيح، وقد يكون هذا هو الخطأ التالي الذي نرتكبه"، ويعكس هذا التصريح قلقًا إسرائيليًا متزايدًا من الدور المصري في سيناء، وربما اتهامًا مبطنًا بأن مصر لا تلتزم بما تراه إسرائيل من مقتضيات أمنية هناك، في ظل تعقيدات الوضع الأمني على الحدود المشتركة جنوبًا.

تأتي هذه التصريحات في وقت حساس للغاية، حيث تلعب مصر دورًا محوريًا في التوسط بين إسرائيل وحركة حماس، وتحاول احتواء نيران الحرب في غزة ومنع اتساعها إقليمياً. 

وفي هذا السياق، يبدو أن مثل هذه التصريحات الإسرائيلية ليست مجرد آراء أكاديمية، بل قد تكون محاولة متعمدة لتقويض الدور المصري في المنطقة، خاصة مع تصاعد حدة الانتقادات من القاهرة للانتهاكات الإسرائيلية في غزة، ودعوات مصر المتكررة لوقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال.

روسيا اليوم