وجه الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، تحذيرًا شديد اللهجة، اليوم الثلاثاء، بشأن التصاعد المتسارع لحالات الإصابة بمرض التهاب السحايا، مشيرًا إلى أن القطاع سجّل منذ بداية العدوان أكثر من 337 حالة إصابة، من بينها 259 حالة ناتجة عن عدوى فيروسية، في ظل أوضاع معيشية وصحية وصفها بـ"الكارثية".
انهيار المنظومة الطبية
وأوضح البرش، في بيان رسمي، أن الظروف المتدهورة داخل مراكز الإيواء المكتظة، والنقص الحاد في المياه النظيفة، وغياب مستلزمات النظافة الأساسية، تهيئ بيئة خصبة لتفشي الأوبئة والأمراض المعدية، خاصة في ظل الانهيار شبه الكامل الذي أصاب المنظومة الصحية بفعل الحصار المتواصل والهجمات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت المنشآت الطبية بشكل مباشر.
وأشار البرش إلى أن عمليات الإخلاء القسري التي طالت مئات الآلاف من السكان أجبرت ما يزيد عن 1.5 مليون مواطن على التكدّس في أماكن ضيقة وغير مؤهلة، ما يزيد من احتمالية انتشار الأمراض بشكل واسع وخارج السيطرة، ويأتي ذلك في وقت تعاني فيه المستشفيات من عجز حاد في الأدوية الأساسية والمضادات الحيوية الضرورية لعلاج مثل هذه الحالات.
نداء عاجل
وأطلق البرش نداءً عاجلًا إلى المنظمات الدولية الإنسانية والصحية، يدعوها فيه إلى التدخل الفوري من أجل توفير مياه شرب آمنة، وتعزيز القطاع الصحي بما يحتاجه من أدوية، مضادات حيوية، ولوازم طبية حرجة، مؤكدًا أن التأخر في تقديم الدعم قد يفتح الباب أمام كارثة صحية شاملة تهدد حياة المدنيين المحاصرين في القطاع.
وختم البرش بيانه بالتحذير من أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية ما قد تؤول إليه الأوضاع، في حال استمرار التهاون في إنقاذ ما تبقى من النظام الصحي في غزة، الذي يواجه الانهيار الكامل تحت وطأة العدوان والظروف الإنسانية القاسية.