الورقة والضحية!

بقلم: ميسون كحيل

نتحدث عن حركة حماس، فقد طفح الكيل ولم يعد هناك متسع للصبر والصمت، وكأن قيادة حركة حماس الذين خرجوا من القطاع قبل الحرب، والذين تمكنوا من الهروب أثناء الحرب، لا يعلمون بما يحدث في القطاع! نعلم أنهم يعلمون ويتابعون مع عدد كبير من المحللين الذين يتأملون المناظر الجميلة على مضيق البوسفور، وغيرهم المنتشرين في بقاع الأرض في أجواء من الراحة والاستجمام.

حركة حماس باتت مسألة وقت في سوريا ولبنان وعدد آخر من مواقع وأماكن تواجد عناصرها، خسرت بالتأكيد الساحة السورية التي سيتواجد فيها الإسرائيليون قريبًا كسياح وزوار ومسؤولين. ووجودها في ساحة لبنان سيُحسم أمرها، والإسرائيليون على الطريق أيضًا.

قريبًا سوف يعاني عناصر حماس في أماكن تواجدهم، بحيث سيتم منعهم من الاستمرار في التبجح والخروج للإعلام، وهي، أي حماس، تعلم ذلك، ولهذا فهي تتمسك بقطاع غزة وتحاول أن تستمر في خطف القطاع وأهل القطاع واستمرار الانقسام الفلسطيني. فرغم هذه الحرب القذرة ضد الشعب الفلسطيني في القطاع، فلا تزال قيادة حركة حماس تتلاعب في مستقبل القضية الفلسطينية.

لقد تدمر القطاع بشكل لا يستوعبه عقل، وذاق أهل القطاع أبشع أنواع القتل والإذلال في حرب إبادة تقودها الصهيونية وتمارسها أمام أنظار العالم، بينما حركة حماس تتظاهر أنها تقاوم برصاصة هنا وتفجير هناك، وتتلاعب بالوقت والظروف، وتحاول ما أمكن إيقاف الحرب بطريقة تضمن فيها ما تبقى منها، وتستغل في ذلك ورقة الرهائن الإسرائيليين العشرة أو العشرين، بينما يتم قتل وبشكل يومي العشرات والمئات من الفلسطينيين مقابل ذلك!

لا تزال حركة حماس تستغل القطاع وأهل القطاع في سبيل استمرارها، وهي بالأصل غير مرغوب بها، وقد خرج الناس طالبين منها الرحيل، وأمام ذلك المطلب قامت حركة حماس بخطف وتعذيب وقتل عدد من أفراد الشعب لترويع البقية. وهي الآن لا تملك سوى الرهائن كورقة تساوم الاحتلال بها، ولن تنجح، وفي نفس الوقت تستغل الشعب الفلسطيني في القطاع كضحية، وستفشل قريبًا، وهذه هي حقيقة الورقة والضحية.

كاتم الصوت: الفرق واضح بين وقف إطلاق النار ووقف الحرب، نتنياهو وحماس، من يبقى للنهاية؟ لا أحد.

كلام في سرك: مفاوضات سرية تجريها دول عربية وإقليمية مع إسرائيل تتعهد فيها بأمن إسرائيل الكامل مع القطاع مقابل بقاء حركة حماس. سفالة!

رسالة: هل وضعتم خطة لنجدة الناس بعد توقف الحرب؟ ومهما كانت نتائجها؟ هل بلغتم التنظيم التابع لكم هناك بترتيب الأوضاع وحماية الناس وتشكيل لجان للمساعدة والمساندة؟ حتى لو استمر مسلسل حماس؟! بلاش كلام فاضي، والفعل هو الأساس. احتفظ بالأسماء.

البوابة 24