في خضم النقاشات الداخلية التي تشهدها الحكومة الإسرائيلية حول مستقبل قطاع غزة، تصدر وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير المشهد بمطالبة مباشرة لجهازي الموساد ووزارة الخارجية بالتحرك العاجل لتسريع ما وصفه بـ"خطة تهجير سكان غزة"، وذلك بحسب ما نقلته القناة 12 العبرية، التي كشفت تفاصيل جديدة من اجتماعات حكومية سرية.
ووفقًا لما جاء في التقرير، وجه بن غفير رسالة واضحة خلال الاجتماعات قائلاً: "اذهبوا إلى عواصم أوروبا وقولوا لهم: ساعدونا على إيجاد مكان أفضل للفلسطينيين".
ورغم هذه الدعوة العلنية، لم تلقى تصريحاته تفاعلًا من بقية أعضاء الحكومة، الذين انتقلوا بسرعة لمناقشة ملف آخر أكثر إلحاحًا وهو مستقبل حركة حماس في القطاع.
رأي رئيس الأركان
في المقابل، تبنى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير تقييمًا مغايرًا، مؤكدًا أن حركة حماس باتت تنظيمًا ميتًا من الناحية العملياتية، مستشهدًا بعدم تدخلها لدعم إيران في أي مرحلة من مراحل الحرب كدليل على ضعفها البنيوي.
لكن هذه الرؤية لم ترق لبن غفير، الذي رفض بشكل قاطع الاكتفاء بتآكل قوة حماس مصرًا على ضرورة استئصالها التام من غزة، قائلاً: "ماذا سيحدث إن تركناها؟ بعد عامين أو أربعة؟ هل تتوقعون أن تتخلى حماس عن مشروعها؟ هذا وهم".
ضغط أميركي
تشير القناة العبرية إلى أن تقديرات الأجهزة الأمنية والحكومية تعكس تحولًا في موقف القيادة الإسرائيلية، مدفوعة بـضغوط أميركية مكثفة، خصوصًا مع اقتراب اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الاثنين المقبل في واشنطن.
وبحسب التقرير، فإن إسرائيل باتت مستعدة اليوم لمناقشة صيغ لم تكن تقبلها في السابق، مثل تقديم ضمانات دولية بأن التوصل إلى اتفاق قد يفضي فعليًا إلى وقف كامل للحرب، وهو أمر كانت ترفضه سابقًا بشكل قطعي.
السيناريوهات المحتملة
وفي مداولاته الأخيرة، قدم رئيس الأركان الإسرائيلي زامير مجموعة من الخيارات العسكرية والسياسية أمام الحكومة الإسرائيلية، كان أبرزها:
- احتلال القطاع بالكامل، لكنه حذر من أن ذلك ينطوي على خطر مباشر على حياة الرهائن، بالإضافة إلى تعقيدات قانونية دولية قد تواجهها إسرائيل نتيجة ذلك.
- فرض حصار محكم على غزة، ومحاولة دفع السكان جنوبًا واستنزافهم على المدى الطويل، مع الإشارة إلى أن هذه الاستراتيجية ستأخذ وقتًا طويلًا وستفرض تحديات إنسانية ضخمة، خاصة في إدارة المناطق الجنوبية المكتظة.
نتنياهو يحسم الموقف
وفي ختام الجلسة، تدخل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شخصيًا لحسم النقاش، معلنًا بوضوح أنه من المستحيل إنهاء الحرب دون سحق حماس، في تصريح يعكس إصرار القيادة السياسية على إنهاء الحرب بشروط القوة، وليس عبر اتفاقات تهدئة جزئية أو تسويات مرحلية.
وبحسب التقرير العبري، فإن الجيش الإسرائيلي قدم ثلاثة بدائل رئيسية أمام القيادة السياسية، تتضمن:
- استكمال احتلال القطاع، خاصة وأن القوات الإسرائيلية باتت تنتشر حاليًا في حوالي 75% من أراضي غزة، وفق المخطط العسكري المعروف باسم عملية عربات جدعون.
- تشكيل حكومة عسكرية تدير القطاع مؤقتًا تحت السيطرة الإسرائيلية.
- عقد صفقة سياسية تؤدي إلى تهدئة مشروطة، تضمن وقف الحرب مع ضمانات بشأن مستقبل سلاح حماس.