كشفت شبكة CNN الأميركية، نقلًا عن مصادر مطلعة في الإدارة الأميركية، أن المقترح الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي وافقت عليه إسرائيل مؤخرًا، تم تصميمه بحيث يراعي المخاوف التي سبق أن عبرت عنها حركة حماس بشأن النسخ السابقة من الاتفاق.
وبحسب التقرير، فإن المقترح تم الانتهاء من صياغته خلال الأيام القليلة الماضية، بعد شهور من الجهود الدبلوماسية السرية التي قادها ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، بالتعاون مع قطر التي كانت تلعب دور الوسيط الأساسي في التفاوض.
صفقة متدرجة
أكد مسؤول أميركي رفيع لـCNN، أن الصيغة الجديدة للاتفاق، والتي تم تطويرها بدعم قطري، تهدف إلى خلق أرضية متوازنة تقنع الطرفين، لا سيما من خلال معالجة الاعتراضات التي قدمتها حماس سابقًا خصوصًا تلك المتعلقة بشروط التهدئة وضمانات ما بعد الهدنة.
وتتضمن بنود الاتفاق المتوقع، أن يتم خلال فترة وقف إطلاق النار التي تمتد 60 يومًا إطلاق سراح رهائن إسرائيليين لدى حماس مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
وتهدف هذه الخطوة إلى بناء الثقة بين الجانبين تمهيدًا لبحث المرحلة التالية وهي إنهاء الحرب بشكل نهائي وفق ترتيبات أوسع.
ترامب يحذر حماس
من جهته، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن يوم أمس الثلاثاء، أن إسرائيل وافقت على الشروط الضرورية للبدء بهدنة مدتها 60 يوماً، مؤكدًا أن هذه المبادرة تمثل "الفرصة الأخيرة" لحماس من أجل الخروج من دائرة التصعيد الدموي.
وحذر ترامب في تصريحاته قائلاً: "إذا لم تقبل حماس هذه الصفقة، فإن الأمور لن تتحسن، بل ستزداد سوءاً"، في لهجة تحمل طابع التحذير الصريح من العودة إلى العمليات العسكرية المكثفة في حال فشل الاتفاق.
نتنياهو يدرس الخيارات
وفي تطور لافت، أشارت الشبكة الأميركية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي من المقرر أن يلتقي ترامب يوم الإثنين المقبل في البيت الأبيض، يعكف حاليًا على دراسة خيارين متناقضين وهما : المضي في اتفاق التهدئة وفق الصيغة الحالية والدخول في مفاوضات لاحقة لإنهاء الحرب، أو تكثيف الهجمات العسكرية على قطاع غزة في حال لم تسفر الهدنة عن نتائج ملموسة من وجهة نظر إسرائيلية.
ويبدو أن القرار النهائي سوف يتأثر بشكل مباشر بنتائج اللقاء المرتقب مع ترامب، وما ستحمله المحادثات من ضمانات أمنية وسياسية.
الجيش الإسرائيلي يعترف
في ظل هذا السياق المعقد، صرّح مسؤول عسكري إسرائيلي لـCNN بأن الجيش لم يحقق كامل أهدافه حتى اللحظة، لكنه أشار إلى أن العمليات العسكرية تواجه الآن تحديات ميدانية متزايدة.
وقال المسؤول: "مع تقلص قدرات حماس، واختباء عناصرها، أصبح من الصعب استهداف ما تبقى من الجماعة المسلحة بفعالية"، ما يفهم منه أن الضربات الجوية والميدانية لم تعد تحقق نتائج حاسمة كما في المراحل الأولى من الحرب، وهو ما يعزز الأصوات داخل المؤسسة الإسرائيلية الداعية إلى حل سياسي تدريجي.