مشروع مصري ضخم يثير مخاوف إسرائيل.. ما القصة؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

أفادت تقارير إعلامية، بأن هناك دراسة مصرية لمشروع ضخم يهدف إلى تحويل منخفض القطارة في الصحراء الغربية إلى بحيرة صناعية، ضمن رؤية تنموية تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الوطني وتوليد الطاقة الكهرومائية.

مشروع منخفض القطارة

وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، أن المشروع، المعروف باسم "مشروع منخفض القطارة"، يشمل إنشاء نفق أو قناة لربط البحر المتوسط بالمنخفض الواقع على بعد 300 كيلومتر جنوب غرب الإسكندرية، ما يتيح إغراقه بمياه البحر وتكوين مسطح مائي واسع.

وأشارت "الصحيفة"، إلى أن المنخفض، الذي يصل عمقه إلى 133 مترًا تحت مستوى سطح البحر ويمتد على مساحة تتجاوز 19 ألف كيلومتر مربع، سيتحول إلى بحيرة عملاقة قد تسهم في توليد الطاقة، وتلطيف المناخ، وتعزيز السياحة والصيد، علاوة على إمكانية إنتاج الملح من تبخر مياه البحر.

مخاوف إسرائيلية متصاعدة

وعلى الرغم من الطابع التنموي للمشروع، أثار التقرير الإسرائيلي جملة من المخاوف البيئية والجيوسياسية، إذ حذر من تداعيات قد تطال دول الجوار ومنها إسرائيل، بناءً على تحليلات لصور الأقمار الصناعية بالذكاء الاصطناعي، ومن أبرز هذه المخاوف:

  • انقراض الأنواع الصحراوية: قد يؤدي غمر المنخفض بالمياه المالحة إلى تدمير بيئة صحراوية نادرة تعيش فيها كائنات متكيفة مع الجفاف.

  • تلوث المياه الجوفية: تسرب الملوحة إلى طبقات المياه الجوفية قد يؤثر سلبًا على واحات وقُرى تعتمد على هذه الموارد.

  • تغيرات مناخية محلية: زيادة نسبة الرطوبة قد تُحدث اضطرابات غير متوقعة في أنماط الأمطار، بما قد يطال مناطق واسعة.

  • مستنقعات ملحية سامة: تبخر المياه في درجات الحرارة المرتفعة قد يخلف رواسب سامة تهدد الصحة العامة.

  • انبعاثات كربونية مرتفعة: أعمال الحفر والبناء والضخ ستتطلب بنية تحتية كبيرة، ما قد يرفع مستوى التلوث الكربوني.

كما لفتت "الصحيفة"، إلى أن المشروع يحمل وعودًا تنموية كبرى، تشمل توليد الكهرباء من حركة المياه، وتحسين المناخ المحلي بفضل التبخر والرطوبة، ودفع السياحة البيئية، وإيجاد فرص عمل في مجال الصيد وإنتاج الملح.

إحياء المشروع بعد عقود من الإهمال

وفي السياق ذاته، أوضحت "الصحيفة"، إن مصر أعادت إحياء هذا المشروع مؤخرًا ضمن رؤيتها لمواجهة التحديات الاقتصادية والمائية، خاصة مع زيادة سحب دول الجوار الجنوبي لمياه نهر النيل، مما يهدد الأمن المائي المصري ويزيد من الحاجة لتنويع مصادر المياه والطاقة.

وحتى الآن، لم تصدر الحكومة المصرية إعلانًا رسميًا بتنفيذ المشروع، وما يزال في طور البحث والدراسة، كما كان منذ ظهوره الأول في عشرينيات القرن الماضي، وقد حالت التكاليف العالية والتعقيدات الفنية دون تنفيذه طوال العقود الماضية.

توتر إقليمي وظلال سد النهضة

وتجدر الإشارة إلى أن التقرير الإسرائيلي جاء في ظل توتر إقليمي حول قضايا المياه، لا سيما أزمة سد النهضة، ما يدفع البعض لاعتبار التحذيرات الإسرائيلية جزءًا من حملة تهدف إلى تقويض مشاريع مصر الكبرى، لا سيما تلك المتعلقة بالمياه والطاقة.

كما شدد خبراء البيئة والهندسة، على أن المشروع يحتاج إلى دراسات دقيقة لتحديد أثره البيئي، مؤكدين أن أي خطوة يجب أن تُراعى فيها المعايير الدولية ومبادئ التنمية المستدامة، مع ضمان ألا يُهدد المشروع التوازن البيئي أو الموارد الطبيعية.

ملف مفتوح منذ قرن
ويذكر أن منخفض القطارة، وهو من أضخم المنخفضات الصحراوية في العالم، لطالما كان موضوعًا مثيرًا للجدل بين داعم يراه مشروعًا استراتيجيًا يفتح آفاقًا اقتصادية واسعة، ورافض يخشى من كوارث بيئية غير قابلة للعلاج.

روسيا اليوم