خطر وجودي.. الضفة الغربية تواجه خطة شيطانية من تل أبيب بدعم أمريكي 

الضفة الغربية
الضفة الغربية

تسود أجواء توتر وترقب في المشهد السياسي الإسرائيلي مع اقتراب زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، حيث يأمل قادة الاستيطان وأنصارهم في ائتلافه الحاكم اغتنام هذه الفرصة لانتزاع قرار تاريخي بضم الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية.

ويأتي هذا الحراك السياسي مدفوعًا بتصريحات داعمة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أثار موجة جدل واسعة بعد دعوته العلنية إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

مطالب مكثفة قبيل عطلة الكنيست

وزراء من حزب "الليكود" اليميني، الذي يقوده نتنياهو، كثفوا في الأيام الأخيرة من دعواتهم لضم الضفة الغربية، مطالبين باتخاذ القرار قبل عطلة البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) المقررة في نهاية الشهر الجاري. 

ويرى هؤلاء أن الوقت السياسي مناسب، في ظل دعم ترامب المتجدد لإسرائيل، وشراكة استراتيجية قوية مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى غياب ضغوط دولية فعلية رادعة حتى الآن.

عريضة رسمية

في خطوة تصعيدية، وقع 15 وزيرًا من الحكومة الإسرائيلية، إلى جانب رئيس الكنيست أمير أوحانا، على عريضة تطالب بتطبيق السيادة الإسرائيلية على الفور على ما يسمى "يهودا والسامرة"، وهو الاسم التوراتي الذي يستخدمه الإسرائيليون للإشارة إلى الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967. 

والغائب البارز عن التوقيع كان وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، أحد أبرز المقربين من نتنياهو، والذي يتواجد حاليًا في العاصمة الأمريكية واشنطن لإجراء محادثات تتعلق بملفي إيران وغزة.

انتصارات إسرائيلية

وبرر الوزراء الموقعون طلبهم بالإشارة إلى ما وصفوه بـ"إنجازات إسرائيل الأمنية الأخيرة" ضد إيران وحلفائها، مؤكدين أن الدعم العلني الذي يتلقونه من الرئيس ترامب يمثل فرصة نادرة لتثبيت واقع سياسي جديد على الأرض. 

كما اعتبروا أن هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، شكل لحظة كاشفة تؤكد، من وجهة نظرهم، أن فكرة التعايش مع دولة فلسطينية مجاورة لم تعد قابلة للحياة، بل تشكل "تهديدًا وجوديًا" يجب إزالته نهائيًا.

وجاء في نص العريضة: "حان الوقت لإتمام المهمة، ومنع تهديد داخلي جديد قد يؤدي إلى مذبحة أخرى في قلب البلاد، كما حدث في هجوم حماس الأخير".

موقف المجتمع الدولي

على النقيض من هذه الدعوات، لا تزال معظم دول العالم تعتبر المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الضفة الغربية غير شرعية وتشكل خرقًا واضحًا للقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف.

وترى هذه الدول أن توسيع المستوطنات، ومدّ شبكات الطرق التي تخترق المناطق الفلسطينية، يؤدي إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية، ما يقوّض بشكل كبير فرص إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا وقابلة للحياة.

الملفت في المشهد أن عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي الأمريكي كرئيس فعلي، قد أعادت الزخم إلى تيار اليمين الإسرائيلي، خصوصًا في ملف الاستيطان، فموقف ترامب من القضية الفلسطينية، والذي تجلى بشكل صارخ في اقتراحه المثير للجدل بترحيل الفلسطينيين من غزة، شجّع أنصار الضم على تصعيد تحركاتهم، غير أن هذا المقترح قوبل بإدانات إقليمية ودولية واسعة النطاق، واعتبر تهديدًا خطيرًا للاستقرار في المنطقة بأكملها.

إرم نيوز