ترتيبات ميدانية خاصة.. مصادر فلسطينية تكشف عن تطور غير مسبوق في مفاوضات الهدنة

الحرب في غزة
الحرب في غزة

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، اليوم الخميس، عن أن المبادرة الأميركية الجديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تتضمن هدنة تمتد لـ60 يوماً، بضمانات مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتأتي هذه الخطة كمحاولة لإعادة إحياء مسار التهدئة بعد أكثر من 20 شهرًا من الحرب المتواصلة.

أوضحت المصادر في تصريحات لقناة "العربية/الحدث" أن اليوم الأول من تنفيذ الاتفاق، إن تم التوافق عليه، سيشهد انطلاق مفاوضات موازية تستهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بما في ذلك التفاهم على انسحابات عسكرية تدريجية وترتيبات ميدانية خاصة.

صفقة تبادل تدريجية 

يتضمن المقترح الأميركي إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء، إضافة إلى تسليم جثامين 18 رهينة، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين في مراحل مختلفة.

وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن التغيير الأبرز في المقترح يتمثل في تقسيم الصفقة على خمس مراحل تمتد طوال فترة الهدنة (60 يوماً)، بدلاً من تنفيذ فوري خلال أسبوع كما كان مقترحًا في اتفاقات سابقة.

وتشير التسريبات إلى أن إسرائيل أبدت استعداداً مبدئيًا للانسحاب من عدة مواقع داخل غزة، مع الاحتفاظ بوجود عسكري محدود فقط في محور موراج جنوب القطاع، بهدف توفير بيئة ميدانية أكثر استقرارًا تسهل تنفيذ بنود الاتفاق.

نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية

رغم الاعتراضات التي أطلقها وزراء اليمين المتطرف، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، إلا أن مسؤولًا إسرائيليًا أكد وجود دعم متزايد داخل الحكومة للصفقة، حتى بدون أصوات هذين الوزيرين، خاصة وأن اعتراضاتهما لم تقرن بتهديد مباشر بإسقاط الائتلاف الحاكم.

 

وأشار المصدر إلى أن هذا التوجه الجديد قد يتزامن مع خطوة موازية في الضفة الغربية، إذ يجري تداول مقترحات تتعلق بفرض "سيادة جزئية" هناك، بدعم غير معلن من إدارة ترامب، كتعويض لليمين الإسرائيلي مقابل القبول بالتهدئة المؤقتة في غزة.

الخيار العسكري لا يزال مطروحًا

رغم التحركات السياسية، أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش لا يزال مستعدًا لعملية موسعة في حال فشل المفاوضات الجارية، وقال مصدر رسمي إن الاستعدادات اللوجستية والتكتيكية قائمة بالفعل لأي طارئ قد يطرأ في ظل تعقيدات تنفيذ الاتفاق.

وفي تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إسرائيل وافقت على بنود اتفاق هدنة جديد يمتد لشهرين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ستتولى الإشراف على تنفيذها ومراقبة التزام الأطراف بها.

ووجه ترامب تحذيرًا مباشرًا إلى حركة حماس، قائلاً إن فرصها ستتضاءل بشكل كبير إذا لم توافق على المقترح الأميركي، مشددًا على أن هذه الخطة تمثل الفرصة الأخيرة لإنهاء الحرب.

تأتي هذه التصريحات قبل أيام من الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، حيث سيجتمع مع ترامب في لقاء حاسم سيحمل في طياته الأجوبة بشأن مصير الاتفاق.

العربية