بقلم ميسون كحيل
على يقين أن حركة حماس هذه المرة ستوافق على اتفاقية وقف إطلاق النار، لأنها لا تمتلك خيارات أخرى، على الرغم من أن اتفاقية الـ60 يومًا فخّ كبير، وقد كان صعبًا على حماس أن تتنازل عن مطلبها المُعلن، وهو ضمان انتهاء الحرب على قطاع غزة بعد أن صعدت إلى الشجرة.
لكي يسحب ترامب حركة حماس إلى الفخ، وتتنازل قليلًا عن شروطها، فقد تمكَّن من تمرير وعود هشّة إلى حركة حماس عبر الوسطاء، توحي أنه يمكن تمديد فترة الاتفاق الـ60 يومًا المقررة له، في حال عدم الوصول إلى اتفاق نهائي يؤدي إلى إيقاف الحرب.
السؤال: ما هو الاتفاق النهائي حسب الرؤية الأمريكية؟
بداية، أُحذر من فترة وقف إطلاق النار التي سيتم خلالها تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشكل مبدئي، أولها الإفراج عن الرهائن، وستكون فترة صعبة، ستواجه فيها جميع الأطراف محادثات هامة، سيحاول فيها كل طرف تمرير وتحقيق أهدافه.
أهم ما في هذه المحادثات القناعة التي يجب أن تدركها حماس، في أنها ستكون السبب لانتهاء الحرب، أو الحجة والمبرر لاستئنافها وبشكل أشد، وهنا على حركة حماس الإدراك جيدًا ما يُحاك في الخفاء، ويجب أن تتخذ خطوات هامة للتوافق مع السلطة الفلسطينية، وعدد آخر من الدول العربية، وعدم الاكتفاء بقطر.
وضرورة العمل على طرح فكرة تشكيل وفد تفاوضي رفيع، يتكون من مصر وقطر والأردن والسعودية والسلطة الفلسطينية، من أجل مواجهة الطرف الأمريكي-الإسرائيلي المشترك في عملية التفاوض، لأن المفاوضات لن تتوقف على قطاع غزة وحده، بل إن هناك أهدافًا سياسية أخرى لدى ترامب ونتنياهو. ولذلك، فإنها ستتناول قضايا أخرى ستكون مؤثرة على مستقبل القضية ونوعية الحكم في قطاع غزة.
إن عدم تعاون حركة حماس وفهم ما يحدث، واستمرارها بالتلاعب، سيعرض الجميع للخطر، وعليها أن تعلم بأنه من المستحيلات أن يُسمح لها بما ترغب به، وإن خروجها من المشهد سيكون بإجماع دولي وعربي، وعليها أن تتعامل مع الوضع ومتطلبات المرحلة القادمة، وإلا فلا تطور إيجابي يمكن أن يناله الفلسطينيون، وسوف تُستأنف الحرب على القطاع، ولن تكون سهلة، وسينتج عنها خسارة القطاع إلى الأبد.
إذاً، يجب خلق فرصة وموقف فلسطيني وعربي ومساندة دولية لمواجهة أهداف نتنياهو عبر ترامب، والعكس.
من الأهمية أيضًا الآن التفكير في ما بعد قطاع غزة، ولعدم استمرار الخسارة، فعلى السلطة أن تبدأ اتصالاتها، وأن تعمل على إيجاد المخارج والحلول خلال فترة وقف إطلاق النار، وعلى حماس ألا تعطل هذا التوجه، لأن الأيام ستُثبت أن الاتفاقية ما هي إلا طريق لمقال سابق: الزمن المصيدة.
كاتم الصوت: انتهاء الأماكن البديلة، المحافظة على ما تبقى من قيادات، وضمان عدم الاستهداف من أسباب الموافقة على الاتفاقية.
كلام في سرك: إذا استمر الدور الذي تقوم به دولة ما، لن يتبقى من حماس في غزة أحد!
وإذا حصل، فذلك دليل على أن الحرب وجهان لعملة واحدة.
رسالة: ماذا أنتم فاعلون؟ غزة تجربة حيّة لمشروع الضفة...! احتفظ بالاسماء