فضيحة دولية.. فيديو مسرب يوثق تورط عمال أمريكيين بإطلاق النار على منتظري المساعدات في غزة

توزيع المساعدات الإنسانية
توزيع المساعدات الإنسانية

 في تطور خطير يكشف عن أوجه جديدة من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، كشفت صحيفة التلغراف البريطانية، اليوم السبت، عن مقاطع فيديو مسربة تظهر قيام مسلحين بإطلاق النار على فلسطينيين خلال تواجدهم في أحد مراكز توزيع المساعدات. 

وتشير التقارير إلى أن الحادثة وقعت في موقع تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية، وهي جهة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وتواجه منذ تأسيسها انتقادات متصاعدة على خلفية تعاملها مع المدنيين داخل القطاع.

إطلاق نار وسط الجوع

الفيديو الذي نشرته التلغراف وأعادت تداوله منصات إعلامية وحقوقية، يوثق لحظة إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة قرب حشود من المدنيين الذين كانوا يصطفون للحصول على مساعدات إنسانية. 

ويسمع في الخلفية صوت شخص يتحدث بالإنجليزية بلكنة أميركية قائلاً: "أعتقد أن لديك واحداً"، ليرد عليه آخر: "بالتأكيد يا فتى"، قبل أن يضيف ثالث قائلاً بتهكم: "أعتقد أنه أصاب هدفاً.. يا إلهي".

هذه العبارات، وفق التلغراف، تعد دليلًا إضافيًا على تورط عناصر أميركية ضمن فرق الحراسة العاملة في مراكز المساعدات، في إطلاق النار بشكل مباشر على مدنيين لا يشكلون أي تهديد.

شهادات من الميدان

وفي شهادة أخرى نقلتها الصحيفة البريطانية عن أحد المتعاقدين الأمنيين الذين سبق لهم العمل في غزة، قال إنه رأى حارسًا يطلق النار من برج مراقبة باستخدام مدفع رشاش، لمجرد أن مجموعة من النساء والأطفال وكبار السن كانت تتحرك ببطء شديد أثناء مغادرتها مركز توزيع المساعدات.

وفي تأكيد على استخدام العنف بشكل ممنهج، كانت وكالة أسوشيتد برس قد نقلت عن مقاولين سابقين أن الذخيرة الحية، قنابل الصوت، ورذاذ الفلفل تستخدم بانتظام ضد الفلسطينيين في هذه المواقع حتى في غياب أي تهديد حقيقي.

نفي مؤسسة "غزة الإنسانية"

من جهتها، نفت مؤسسة "غزة الإنسانية" الأميركية جميع الاتهامات، مؤكدة في بيان رسمي أنه لم يتعرض أي مدني لإطلاق نار مباشر في مراكز التوزيع التابعة لها، لكن هذه الرواية تناقض ما تظهره الفيديوهات المسربة وشهادات العاملين السابقين.

وتتبع المؤسسة نموذجًا مثيرًا للجدل في إيصال المساعدات، يقوم على إجبار المدنيين على السير لمسافات طويلة في مناطق مكشوفة وخطيرة للوصول إلى نقاط توزيع بعيدة عن المراكز السكنية، بحجة منع وصول الإمدادات إلى حركة حماس.

وأظهرت الصور المنتشرة عبر وسائل الإعلام، آلاف الفلسطينيين وهم يسيرون في ممرات ضيقة محاطة بسواتر ترابية، فيما يقف رجال أمن مدججون بالسلاح يراقبونهم من الأبراج.

مئات الشهداء 

وفق تقارير متطابقة، سقط المئات من الشهداء والجرحى جراء حوادث إطلاق النار المتكررة في محيط هذه المراكز، حيث يتهم شهود عيان القوات الإسرائيلية – التي تتولى الحماية الخارجية للمراكز – بالمشاركة في إطلاق النار على المدنيين.

ورغم أن إسرائيل تنفي باستمرار تلك الاتهامات، إلا أنها أقرت باستخدام "الطلقات التحذيرية" في المناطق المحيطة، ما يثير تساؤلات حول قواعد الاشتباك وتقدير التهديد في مناطق يفترض أن تكون إنسانية بالكامل.

من هم عناصر المؤسسة الإنسانية؟

قبل انطلاق نشاط "مؤسسة غزة الإنسانية" في مايو الماضي، نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية تقريرًا مفصلًا عن أعضاء فرق التوزيع، كاشفة أنهم محاربون قدامى في وحدات النخبة الأميركية، وسبق لهم القتال في مناطق صراع متعددة حول العالم.

وأظهرت الصور التي نشرتها الصحيفة إسرائيليًا، أفرادًا أميركيين مسلحين يرتدون سترات واقية من الرصاص، ويقفون على منصات مراقبة قرب مراكز التوزيع، وأشارت التقارير إلى أن العاملين ضمن المؤسسة مدربون على خوض اشتباكات قتالية وليس فقط مهام إنسانية، ما يثير مخاوف من عسكرة عمليات الإغاثة في غزة.

إرم نيوز