تقرير بريطاني يتحدث عن "صفقة غير مريحة" ويكشف مصير حماس في غزة 

حماس
حماس

رأت صحيفة "التايمز" البريطانية في تقرير تحليلي نشر اليوم الأحد، أن حركة حماس بصدد استعادة السيطرة الكاملة على قطاع غزة، مستندة إلى معطيات ميدانية تشير إلى امتلاك الحركة أكثر من 20 ألف مقاتل، رغم الخسائر التي منيت بها خلال الحرب المستمرة منذ عشرين شهرًا.

ووفق الصحيفة، فإن قائدًا جديدًا يوصف بـ"القوي" يقود الحركة في غزة الآن، وهو عز الدين الحداد المعروف بلقب "شبح القسام" ما يعيد ترتيب مشهد القوة العسكرية والتنظيمية لحماس على الأرض.

نتنياهو بين مأزق داخلي وضغوط خارجية

تشير التايمز إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجد نفسه أمام معضلة سياسية وأمنية مركبة؛ إذ فشل في إنهاء الصراع مع حماس دون تهديد وحدة ائتلافه الحاكم، واضطر إلى خفض عدد القوات المنتشرة في القطاع، ما منح حماس فرصة للملمة صفوفها.

ومع حلول وقف إطلاق النار الثاني في يناير الماضي، قدرت الاستخبارات الإسرائيلية أن الحركة استعادت قوتها لتبلغ ما بين 15 إلى 20 ألف مقاتل.

كما تضيف الصحيفة أن الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، تمارس ضغوطًا مكثفة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار نهائي، وهو ما سيدفع نتنياهو - على الأرجح - إلى صفقة سياسية وأمنية "غير مريحة" وفق التوصيف البريطاني.

تقييمات أمنية

ينقل التقرير عن حسن الحسن، الزميل البارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قوله: "يصعب تصور إمكانية ممارسة المزيد من الضغط العسكري على حماس"، مشيرًا إلى أن الحركة لا تزال متماسكة تنظيمياً رغم اغتيال العديد من قادتها.

ويوافقه الرأي الكولونيل إران ليرنر، أحد خبراء الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، حيث يقول إن حماس أضعف بالتأكيد، لكنه يعترف في الوقت نفسه بأنها لا تزال تملك ما يكفي من القوة والنفوذ لفرض سيطرتها على سكان غزة، خصوصًا مع احتفاظها بورقة الأسرى.

عز الدين الحداد

يركز التقرير على شخصية عز الدين الحداد، القائد الجديد لحماس في غزة، والذي يعرف بلقبه التنظيمي "أبو صهيب" أو "شبح القسام".

والحداد، بحسب الصحيفة، تدرج عبر مختلف مواقع القيادة في الحركة، ويعد أحد أبرز القادة الذين نجوا من الاستهداف الإسرائيلي المباشر.

وتلفت التايمز إلى أن منطقة شمال قطاع غزة، وتحديدًا موقع منزل الحداد، كانت تُعتبر المعقل الرئيسي لحماس، ما جعلها عرضة لأعنف الضربات الإسرائيلية خلال الأشهر الماضية، واليوم، ينتشر أغلب السكان في مخيمات المواصي الساحلية بعد تهجيرهم من الشمال.

وتصف الصحيفة الحداد بأنه يمسك بزمام ملف الرهائن، وتشير إلى أنه تابع الأسرى بنفسه وتحدث إليهم باللغة العبرية في زيارات شخصية، ما يمنحه ورقة ضغط مركزية لن يتنازل عنها إلا إذا ضمن بقاء حركته في المشهد.

معادلة ما بعد التهدئة

في ظل تفاؤل ترامب بقرب التوصل إلى اتفاق، وتحركات أمريكية لإقناع حماس بقبول هدنة تمتد لـ60 يومًا كبداية لاتفاق دائم، تؤكد "التايمز" أن الأسئلة الكبرى التي سيطرحها الأسبوع المقبل لن تتعلق فقط بوقف إطلاق النار، بل بـقدرة إسرائيل والولايات المتحدة على التعايش مع استمرار حماس كقوة حاكمة في غزة.

فمن وجهة النظر الإسرائيلية، لم يعد الحديث يدور حول سحق الحركة بل حول احتواء نفوذها، أما من منظور حماس، فالثبات والبقاء بعد كل هذا الدمار والضغط قد يُعد انتصارًا استراتيجيًا جديدًا.

إرم نيوز