أعربت فصائل فلسطينية متعددة، عن دعمها الكامل لرد حركة "حماس" على الورقة المقترحة لاتفاق الإطار، معتبرةً أنه يجسد موقفًا وطنيًا مسؤولًا، ويشكل خطوة متقدمة نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، المستمر منذ ما يقرب من عامين.
وشددت هذه الفصائل، في بيانات منفصلة، على ضرورة توفير ضمانات جدية وحقيقية لإنهاء العدوان الشامل، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية، وتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.
تشاور وموقف موحد
وفي هذا الإطار، أعلنت حركة "الجهاد الإسلامي" أن حركة "حماس" أجرت معها مشاورات بخصوص الاتفاق، مؤكدة أن الرد "يتسم بالمسؤولية"، مشددة على أهمية الدفع باتجاه التوصل إلى تفاهمات تنهي العدوان وتحقق انفراجة إنسانية.
كما عبرت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" عن ترحيبها بموافقة حماس، وطالبت بتوفير ضمانات واضحة لوقف "آلة القتل والتجويع" التي تطحن المدنيين في غزة.
ومن جانبها، أكدت "المبادرة الوطنية الفلسطينية"، على ضرورة ضمان إدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الأسرى، ووقف العدوان، فيما طالب "تيار الإصلاح الديمقراطي" التابع لحركة فتح، بالعمل على إنجاح مسار التهدئة ووقف العدوان، مثنيًا على ما وصفه بـ"الرد الإيجابي" لحماس.
حكمة وإرادة شعبية
كما وصفت "الجبهة الشعبية – القيادة العامة" تحركات حركة "حماس" نحو صفقة التبادل بأنها "خطوات حكيمة" تعبر عن حرص الحركة على "صون كرامة الشعب الفلسطيني"، فيما أكدت "جبهة النضال الشعبي" أهمية التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل وكامل.
ومن جهته، أكد "حزب الشعب الفلسطيني" على تأييده لرد حماس، داعيًا إلى استمرار التشاور الفلسطيني لتذليل العقبات أمام تنفيذ الاتفاق.
أما "جبهة التحرير الفلسطينية" فقد شددت على أهمية التمسك بالضمانات الكاملة لإنهاء العدوان نهائيًا وعدم العودة إلى المربع الأول.
المبادرة المصرية القطرية
وفي سياق متصل، اعتبرت حركة فتح أن المبادرة المصرية القطرية المطروحة حاليًا تشكل مدخلًا سياسيًا وإنسانيًا مهمًا لوقف المجازر المتواصلة في قطاع غزة.
كما رحبت "لجان المقاومة" بموقف حركة "حماس"، واصفة إياه بـ"الوطني الجاد والمسؤول"، والذي يعكس رغبة في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب.
وشددت حركتا "الأحرار" و"المجاهدين" أن موقف حماس ينبع من "وعي وطني حقيقي"، ويهدف إلى وقف ما وصفتاه بـ"حرب الإبادة الإسرائيلية" بحق الشعب الفلسطيني.
مناخ إقليمي ودولي ضاغط
والجدير بالإشارة أن هذا الموقف الفلسطيني المتماسك يأتي في ظل استمرار المساعي الإقليمية والدولية، الرامية إلى التوصل لاتفاق يضع حدًا للحرب المدمرة على قطاع غزة، والتي خلفت دمارًا واسعًا وخسائر بشرية جسيمة، في ظل تدهور غير مسبوق للأوضاع الإنسانية.
وعلى الرغم من هذا التقدم في المواقف الفلسطينية، لا تزال هناك عقبات أمام الوصول إلى تهدئة نهائية، لا سيما في ظل إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التعديلات التي قدمتها حماس "غير مقبولة" بالنسبة لتل أبيب.
وبدوره، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "حماس أظهرت حسن النية مرارًا"، في إشارة إلى مرونة الحركة في تعاطيها مع مقترحات وقف إطلاق النار.