مستقبل غزة بين التهجير والخيام.. تفاصيل صادمة حول اجتماع ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض 

ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

في لقاء سياسي مثير للجدل، شهد البيت الأبيض، صباح الثلاثاء، اجتماعًا حاسمًا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، تركز على مستقبل قطاع غزة، والعلاقات مع إيران، ومبادرات التطبيع في المنطقة، خصوصًا مع سوريا. 

وعكس اللقاء الذي حمل في طيّاته رسائل سياسية حساسة، تحالفًا استراتيجيًا يتجاوز التوافق الأمني، ليطرح رؤى جديدة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط.

تهجير الفلسطينيين من غزة

خلال اللقاء، تطرق نتنياهو إلى قضية غزة، معلقًا على مقترح ترامب الذي طرحه في فبراير الماضي بشأن تهجير سكان القطاع، قائلاً: "فكرة الإخلاء رائعة، من يريد المغادرة فليغادر، ومن يريد البقاء فليبقى".

وأضاف نتنياهو أن بلاده تعمل بالتنسيق مع الولايات المتحدة لإيجاد دول تستقبل الفلسطينيين وتمنحهم مستقبلاً أفضل، موضحًا أن هذه الجهود باتت في مراحلها الأخيرة.

وتأتي التصريحات في وقت تتهم فيه إسرائيل بالسعي لحصر سكان غزة في منطقة رفح، ضمن مشروع إقامة "مدينة خيام" خلال هدنة متوقعة.

لقاءات موازية

إلى جانب اجتماعه مع ترامب، عقد نتنياهو لقاءات أخرى في واشنطن، أبرزها مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، حيث ناقشا تعزيز التحالف بين البلدين ومواجهة التحديات الإقليمية.

كما التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بالمبعوث الرئاسي الخاص ستيف ويتكوف، الذي أشار إلى تقدم في محادثات التهدئة وصفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، قائلاً: "لدينا فرصة حقيقية للتوصل إلى صفقة أخيرًا".

وهو ما أكده ترامب أيضًا، مشيرًا إلى أن مفاوضات الدوحة تسير بشكل إيجابي، وأن حماس أبدت استعدادها للتفاوض والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار.

توصية إسرائيلية لنوبل

في لفتة رمزية ذات دلالات سياسية، أعلن نتنياهو خلال لقائه ترامب أن إسرائيل ستوصي بمنح الرئيس الأميركي جائزة نوبل للسلام، معتبرًا أن "ترامب يصنع السلام في منطقة تلو الأخرى"، ورد ترامب بشكر علني، معبّرًا عن تفاؤله بالمستقبل قائلاً: "أعتقد أن لدينا نجاحًا كبيرًا في الأفق".

وفي الشأن الإيراني، كشف ترامب أن هناك موعدًا محددًا للتفاوض مع طهران، مؤكدًا أن الإيرانيين أبدوا رغبة بالحديث بعد الضربة الأميركية الأخيرة على منشآتهم النووية، مضيفًا: "لقد دمّرنا منشآتهم من الأساس، وسنفعل كل ما بوسعنا كي لا تصبح إيران نووية".

وعندما سئل عن إمكانية تنفيذ ضربة جديدة، أجاب: "آمل ألا نضطر إلى ذلك، الأمور تغيرت كثيرًا خلال الأسبوعين الماضيين".

اتفاقيات أبراهام

لم يغيب ملف "اتفاقيات أبراهام" عن الحوار، حيث أشار نتنياهو إلى أن الإدارة الأميركية بقيادة ترامب تسعى لتوسيع اتفاقيات التطبيع مع دول عربية جديدة، مؤكدًا: "نؤمن بأننا نستطيع تحقيق السلام مع جميع جيراننا بقيادة ترامب".

وعن مستقبل الفلسطينيين، قال نتنياهو إن الفلسطينيين يجب أن يتمتعوا بحق إدارة شؤونهم، لكن دون امتلاك القدرة على تهديد إسرائيل، مضيفًا: "لقد كانت لديهم دولة في غزة قبل 7 أكتوبر، وانظروا ماذا فعلوا بها".

ووصف ما جرى في ذلك اليوم بأنه "مجزرة مروعة لم نشهد لها مثيلًا منذ النازيين"، مشددًا على أن السلام مع الفلسطينيين ممكن فقط في حال تخليهم عن خيار تدمير إسرائيل.

تطبيع محتمل مع سوريا

في مفاجأة سياسية، أعلن ترامب عن قرار برفع العقوبات عن سوريا، استجابة لطلب عدد من دول الشرق الأوسط، من بينها إسرائيل.

وقال الرئيس الأميركي إنه التقى بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، ووجده شخصية واعدة، مضيفًا: "رفعنا العقوبات لأننا أردنا منحه فرصة".

من جانبه، وصف نتنياهو الخطوة بأنها فرصة يجب استكشافها، معتبرًا أن غياب إيران عن المشهد يفتح الباب أمام احتمالات استقرار سياسي وربما سلام في المستقبل مع دمشق.

وأضاف نتنياهو: "الرئيس ترامب فتح قناة تواصل مع القيادة السورية، وهذا يمنحهم الكثير ليكسبوه من السلام، والكثير ليخسروه إذا اختاروا الصراع".

وكالات