عاد الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك إلى واجهة الجدل في مصر بعد تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ينسب له، يسلط فيه الضوء على مخطط أمريكي – إسرائيلي قديم هدف إلى ربط جميع سنترالات القاهرة بسنترال رمسيس، في خطوة وصفها بأنها كانت سوف تسهل التجسس على كافة الاتصالات في مصر، وتهدد الأمن القومي.
وفي الفيديو، الذي لاقى تفاعلاً واسعًا، قال مبارك إن القوات المسلحة أبلغته بتفاصيل المخطط، والذي كان يهدف إلى شل منظومة الاتصال الداخلي والخارجي لمصر بالكامل، في حال توقف سنترال رمسيس.
وأوضح أن الولايات المتحدة قدمت هذا المخطط مجانًا دون مقابل مالي، وهو ما أثار الشكوك حول النوايا الكامنة خلفه.
وذكر أن تنفيذ المشروع بدأ بالفعل من خلال ربط سنترال الجيزة بسنترال رمسيس، إلا أنه أعطى أوامره المباشرة لوزير الاتصالات في حينه برفض المشروع بالكامل وإيقافه.
محاولات أمريكية لاحقة
بحسب مبارك، فإن المحاولات لم تتوقف عند خطة السنترالات، بل عادت لاحقًا وتحديدًا في عامي 2006 أو 2007، عندما طالبت جهات أمريكية بالحصول على تردد FM الخاص بالبث الإذاعي المصري، في محاولة جديدة للتحكم بالبنية التحتية الإعلامية.
هذه التصريحات أعادت إلى الأذهان أسئلة مؤجلة حول استقلال القرار السيادي في البنية التحتية الرقمية والاتصالية في مصر، ومدى حساسية المرافق الفنية للضغوط الخارجية.
حريق سنترال رمسيس
تزامنًا مع انتشار الفيديو، شهدت القاهرة، صباح الاثنين، حادثًا كبيرًا اندلع داخل مبنى سنترال رمسيس وسط العاصمة، مثيرًا حالة من الذعر بين المواطنين والموظفين بسبب كثافة النيران والدخان المتصاعد.
وأفاد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في بيان رسمي بأن الحريق نشب في غرفة أجهزة بالطابق السابع من المبنى، ما تسبب في تلف كابلات رئيسية وسيرفرات حيوية تعد جزءًا أساسيًا من البنية التحتية للاتصالات في مصر.
استجابة عاجلة وفصل كهربائي شامل
تحركت فرق الحماية المدنية بالتعاون مع فرق فنية من الشركة المصرية للاتصالات بسرعة لاحتواء الحريق، وتم فصل التيار الكهربائي بالكامل عن المبنى لضمان عدم تفاقم الأضرار وضمان سلامة العاملين.
وأكدت الجهات المسؤولة أن الأولوية القصوى هي استعادة الخدمات تدريجيًا خلال الساعات القادمة، في حين تعمل فرق الصيانة والفنيين على مدار الساعة لإصلاح الأعطال وإعادة تشغيل الأنظمة المتضررة.
من جهتها، أوضحت وزارة الصحة المصرية أن الحريق أسفر عن 4 حالات وفاة و27 مصابًا حتى الآن، مشيرة إلى أن أغلب الإصابات مستقرة ولكن المصابين ما زالوا تحت الملاحظة الطبية في المستشفيات القريبة.
تزامن يثير الشكوك
رغم أن السلطات لم تلمح إلى شبهة جنائية، فإن تزامن الحريق مع انتشار فيديو مبارك الذي يحذر من استهداف البنية التحتية للاتصالات أثار كثيرًا من التساؤلات لدى الرأي العام، وفتح باب التأويلات حول احتمالات التخريب أو الإهمال أو حتى التلاعب الخارجي.
وبينما تتواصل التحقيقات لتحديد الأسباب الحقيقية وراء الحريق، يرى مراقبون أن الحادث يستوجب مراجعة شاملة لمنظومة تأمين البنية التحتية الحيوية في مصر، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية والتطورات التقنية المتسارعة.