أمهات وأطفال تحت النار.. مأساة انتظار الغذاء تتحول إلى مجزرة في دير البلح (فيديو)

مجزرة دير البلح
مجزرة دير البلح

في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة، استشهد العشرات من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، صباح اليوم الخميس، في قصف إسرائيلي استهدف مناطق مكتظة بالسكان والنازحين في وسط وجنوب القطاع، مخلفًا مشاهد مروعة من الدمار والدماء، وفق ما أكدته مصادر طبية ومحلية.

مجزرة في دير البلح

أكدت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى أن 13 مواطنًا استشهدوا، وأصيب العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، جراء غارة جوية نفذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة دير البلح، الواقعة وسط قطاع غزة، صباح اليوم. 

وبحسب شهود عيان ومصادر محلية، فإن الغارة استهدفت بشكل مباشر مجموعة من المواطنين الذين كانوا مصطفين في طابور للحصول على "مكملات غذائية" مخصصة للأطفال.

ووقع القصف بالقرب من "دوار الطيارة"، وهو منطقة تعد نقطة توزيع للمساعدات الإغاثية، حيث كان العشرات من الأمهات مع أطفالهن في انتظار دورهم للحصول على الغذاء، قبل أن يباغتهم القصف العنيف مخلفًا جثثًا ممزقة ومصابين في حالة من الذعر والهلع.

وقد أظهرت الصور والمقاطع التي نشرت على منصات التواصل الاجتماعي حجم المأساة، حيث سجل سقوط ضحايا من الرضع، إلى جانب إصابات بليغة بين النساء والأطفال الذين كانوا يحتمون من حرارة الشمس تحت بقايا خيام أو مظلات بسيطة.

24 شهيدًا في غارات متفرقة

من جهة أخرى، أكدت مصادر طبية في مختلف مستشفيات قطاع غزة أن حصيلة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق متعددة في وسط وجنوب القطاع منذ فجر اليوم ارتفعت إلى 24 شهيدًا، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن عدد كبير من الإصابات التي وصفت بعضها بالحرجة.

وبحسب هذه المصادر، فإن الهجمات تركزت على مناطق سكنية ومواقع قريبة من أماكن تجمع النازحين، في وقت كان السكان يحاولون الحصول على الحد الأدنى من المواد الغذائية والإغاثية وسط حصار خانق ونقص حاد في الخدمات الأساسية، بما فيها الرعاية الطبية.

قذائف وقنابل غاز

ولم تقتصر الهجمات على الغارات الجوية فحسب، بل أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم عددًا من القذائف وقنابل الغاز بشكل مكثف باتجاه مخيمات النزوح غرب "المسلخ التركي"، جنوب غربي مدينة خان يونس. 

وأسفر هذا القصف عن إصابة العشرات بحالات اختناق حادة نتيجة استنشاق الغاز، معظمهم من النساء وكبار السن، الذين اضطروا إلى الاحتماء داخل خيام أو ملاجئ بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية أو التهوية.

المشهد هناك بات مأساويًا، حيث هرعت الفرق الطبية المتبقية في المكان لنقل المصابين وسط نقص حاد في الإمدادات الطبية، وانعدام خدمات الإسعاف الكافية، وهو ما فاقم من معاناة السكان، خاصة في ظل استهداف الطرق المؤدية إلى المستشفيات.

دعوات للضغط الدولي والتحقيق في الجرائم

تزامنًا مع ارتفاع أعداد الشهداء، تتعالى أصوات منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الإنسانية المحلية والدولية مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، والضغط من أجل وقف الهجمات على المدنيين، وفتح تحقيقات عاجلة في هذه الجرائم التي تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

وأكد ناشطون ومراقبون أن استهداف مناطق توزيع الغذاء والملاجئ ومخيمات النازحين يرقى إلى مستوى "جريمة حرب"، ويعكس سياسة ممنهجة لإرهاب السكان ودفعهم نحو النزوح القسري والتجويع الجماعي.

وكالات