دعم سياسي جديد لنتنياهو يعيد الأمل في غزة.. هل اقتربت ساعة الهدنة؟

وزير الخارجية الإسرائيلي
وزير الخارجية الإسرائيلي

في تطور سياسي لافت على صعيد الجهود الرامية لوقف الحرب في غزة. أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر دعمه لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في سعيه للتوصل إلى اتفاق هدنة. مؤكداً أن هذه الخطوة تحظى بتأييد حكومي وشعبي واسع، وتتسق مع "المصلحة الوطنية الإسرائيلية"، حسب تعبيره.

دعم علني لمهمة دبلوماسية معقدة

خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة النمساوية فيينا يوم الخميس. صرح ساعر بشكل مباشر: "أدعم رئيس الوزراء الموجود في مهمة دبلوماسية مهمة في واشنطن". وهذه الكلمات التي خرجت من أحد أبرز أعضاء الحكومة الإسرائيلية تأتي في وقت حساس للغاية. وسط ضغوط سياسية داخلية وانقسامات حزبية حول كيفية التعامل مع ملف غزة والرهائن.

وفي لهجة تظهر إدراكه لحساسية الموقف، وجه ساعر نصيحة مباشرة لنتنياهو قال فيها: "عليه أن يتجاهل الضغوط والتهديدات السياسية" في مسعاه لصياغة اتفاق للإفراج عن الرهائن. مشدداً على أن "هذه المبادرة تعكس إرادة الأغلبية في الحكومة وتتماشى مع المصالح العليا للدولة".

موقف مرن تجاه التفاوض

لم تكن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية مقتصرة على دعم شخصي لنتنياهو، بل حملت تحولاً نسبياً في الخطاب الرسمي تجاه مسألة التهدئة. فقد صرّح ساعر، خلال زيارة قام بها يوم الأربعاء إلى مدينة براتسلافا (عاصمة سلوفاكيا)، بأن إسرائيل لا تمانع مناقشة وقف دائم لإطلاق النار مع حركة حماس، شريطة أن يتم أولاً التوصل إلى هدنة مؤقتة.

وأوضح الوزير موقفه قائلاً: "إذا تمكنا من التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، فإننا مستعدون تمامًا للتفاوض على وقف دائم"، مضيفًا: "نحن جادون في هذا الاتجاه، ووقف إطلاق النار في غزة أمر ممكن التحقيق".

مؤشرات على قرب اتفاق

في السياق ذاته، كشفت مصادر إسرائيلية عن بوادر انفراجة قريبة في مسار التفاوض مع حركة حماس، حيث قال مسؤول إسرائيلي يوم الأربعاء إن احتمالات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن خلال أسبوع أو أسبوعين أصبحت واردة بقوة. هذا التصريح يعكس ما يبدو أنه تطور في القنوات غير المعلنة للتواصل بين الطرفين.

لقاءات أمريكية حاسمة

على صعيد الدعم الدولي، يبدو أن الولايات المتحدة تتابع المشهد عن كثب وتبذل جهودًا مباشرة لتقريب وجهات النظر. فقد التقى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الثانية في أقل من يومين، في إطار زيارتهما المتزامنة للعاصمة الأمريكية واشنطن.

ووفقًا لما أعلنه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، فإن التفاهمات بين إسرائيل وحماس "تقترب من النضوج"، بعد ما وصفه بـ"21 شهرًا من الحرب المدمرة"، ملمحًا إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار قد يكون قاب قوسين أو أدنى.

مشهد معقد وضغوط داخلية

تصريحات ساعر التي تتسم بالدعم العلني لنتنياهو، قد تحمل دلالات سياسية تتجاوز مضمونها المباشر، إذ تشير إلى محاولة لخلق جبهة موحدة داخل الحكومة الإسرائيلية لمواجهة التحديات المعقدة في المرحلة الراهنة، خاصة في ظل وجود معارضة يمينية تطالب بمواصلة العمليات العسكرية في غزة دون أي تنازل.

في المقابل، يتصاعد الضغط الشعبي المطالب بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن، خاصة مع تزايد أعداد الضحايا وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، ما يجعل خيار الهدنة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

سكاي نيوز