بقلم: ميسون كحيل
أبدأ بمقولة قرأتها وسمعتها، لكنها مرّت مرور الكرام، وقد استحضرتني لأسباب معينة أسردها عليكم في سياق هذا الموضوع، والمقولة مفادها: "المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار."
ورغم أن المعنى ينطبق على قطاع غزة وما يجري فيه من أهوال وظلم وسرقات، حيث الغضب الذي يحيط بي وأشعر به كل لحظة لترك أهل غزة دون دعم أو مساندة مؤثرة، لكن مع ذلك قد نجد الوقت في ظروف أخرى للحديث فيه. أما الآن، فقد أصابني الإحباط بشدة جراء سماعي ومعرفتي بأن هناك ضابطًا فلسطينيًا في الضفة تم اعتقاله من الاستخبارات العسكرية، قد توفي نتيجة ما تعرض له في سجن الاستخبارات من تعذيب وتنكيل وإذلال.
حقًا وبصراحة، إنه أمر مقزز ومستغرب، مهما كانت المشكلة التي ارتكبها هذا الضابط وتم اعتقاله على إثرها. ومهما سيظهر من بيانات أو تبريرات أو حجج وأكاذيب عن سبب الوفاة، فإن لدي أكثر من قصة لضباط فلسطينيين تم اعتقالهم لدى الاستخبارات الفلسطينية، فيها ما فيها من بطش وتنكيل وتعذيب وإذلال لهم على قضايا تافهة، ولكن هناك من أوصى "بإجراء اللازم"، واللازم هنا هو ثقافة "الوصي" ورغبته في طريقة التعامل مع الضابط المعتقل، بحيث يتم إهدار كرامته وإذلاله!
من غير المعقول أن يحدث هذا في وطننا المحتل، ومن غير المقبول أن تكون ممارسات الاحتلال نموذجًا للتعامل مع شعبنا الفلسطيني، سواء مدنيين أو عسكريين. والمضحك أنه قد يتم تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث، وما أكثر اللجان التي تم تشكيلها دون نتائج، سوى ما يريده المتنفذون في الوطن وأعوانهم.
فهل هذا هو الحلم الذي كنا نحلم به؟ ثم، أَلا يكفي ما يحدث في غزة والضفة من ممارسات الاحتلال ضد شعبنا؟ احنا في إيش وانتم في إيش؟
كاتم الصوت: هذه اللامبالاة من أصحاب القرار... هي التي أوصلت غزة إلى ما هي عليه اليوم: جرحٌ مفتوح لا يُداوى، وواقع ينهار من الداخل قبل أن تسقط عليه القذائف.
كلام في سرك: ليس حب الوطن في الشعارات، بل في احترام القانون. وإن كانت الأجهزة الأمنية أول من يكسره، فلا تلوموا الناس حين يفقدون ثقتهم بكل شيء.
رسالة: احنا وين عايشين؟ وانتم إيش بدكم؟ لا احنا خالصين من احتلال، ولا خالصين منكم! أحتفظ بالأسماء