في تحذير جديد يعكس القلق المتزايد من المخططات الإسرائيلية الرامية لتغيير ديموغرافي خطير في قطاع غزة، كشف الإعلامي المصري أحمد موسى خلال برنامجه "على مسؤوليتي" المذاع عبر قناة "صدى البلد"، مساء السبت، عن تفاصيل مخطط إسرائيلي متواصل يهدف إلى تهجير سكان القطاع قسرًا أو طوعًا، مؤكداً أن الهدف الاستراتيجي لهذا المخطط هو إفراغ غزة من سكانها وتصفية القضية الفلسطينية بالكامل.
وأكد موسى أن مصر، قيادة وشعبًا، هي الحائط الأخير الذي يتصدى لهذا المشروع، وترفض رفضًا قاطعًا أي محاولة لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها.
التهجير مستمر
أكد موسى أن ما يحاك في الخفاء بشأن غزة هو "مخطط تهجير ممنهج"، تم الإعداد له منذ بداية الحرب ولم يغلق حتى الآن، بل يتم تطويره بوسائل متعددة، مشيرًا إلى أن هذا المخطط لا يقتصر على التهجير إلى مصر، بل يشمل أيضًا دفع السكان للرحيل عبر البحر إلى دول أخرى.
وقال موسى نصًا: "يعني المخطط موجود؟ موجود. اتقفل؟ لا. التهجير يتم سواء باتجاه مصر أو دول أخرى، وهذا أخطر ما في الموضوع".
وأوضح أن هذا التوجه يحمل في طياته استراتيجية إسرائيلية تسعى لإنهاء الصراع الفلسطيني نهائيًا من خلال تفريغ الأرض من سكانها الأصليين.
موقف مصر ثابت
شدد الإعلامي المصري على أن الموقف الرسمي المصري كان وما زال واضحًا منذ أكتوبر 2023: لا للتهجير، لا لتوطين، لا لأي شكل من أشكال إعادة التمركز الديموغرافي للفلسطينيين داخل الأراضي المصرية.
وأضاف: "مصر قيادة وشعبًا ترفض هذا المخطط، موقفنا الوطني ثابت ولا يتغير، مصر الدولة الوحيدة التي تقف علنًا في وجه هذا المخطط، وكل فرد من الشعب المصري مستعد أن يدافع عن هذا المبدأ".
وفي تعبير رمزي عن الموقف الشعبي، قال موسى: "كل مواطن مصري من الـ107 مليون مستعد يروح يقعد على معبر رفح، مستعدين يروحوا يقعدوا في سيناء للدفاع عن بلدهم، مش هنسمح أبدًا إن فلسطيني واحد يهجر لأراضينا".
رفض مطلق لفكرة "التهجير الطوعي"
انتقد موسى بشدة محاولات إسرائيلية لتسويق فكرة "التهجير الطوعي"، وهي الفكرة التي ألمح إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، معتبراً أن التهجير، سواء كان طوعيًا أو قسريًا، يؤدي إلى النتيجة نفسها: القضاء على حلم الدولة الفلسطينية.
وقال: "التهجير الطوعي والقسري الاثنين مرفوضين، النتيجة واحدة، وهي إنهاء وجود الدولة الفلسطينية، ما فيش طوعي في التهجير، دي أوهام سياسية مغلفة بخطاب ناعم".
مخطط مرحلي
وكشف موسى تفاصيل الخطة الإسرائيلية التي قال إنها تسير على مرحلتين:
- المرحلة الأولى: تهجير نحو 700 ألف فلسطيني من شمال ووسط القطاع إلى جنوبه، خاصة نحو منطقة رفح.
- المرحلة الثانية: استهداف باقي السكان البالغ عددهم 1.3 مليون نسمة، بعد استبعاد ما يقرب من 250 ألفًا بين قتيل وجريح في الحرب الجارية.
وأضاف: "الناس دي بعد ما يتجمعوا هيروحوا فين؟ هيدوروا لهم على بلد، المخطط مش إنساني، ده ترحيل سياسي مقنع".
خريطة إعادة التموضع في رفح
وفق ما تداولته تقارير إعلامية مؤخرًا، فقد طرحت إسرائيل خلال المفاوضات غير المباشرة في الدوحة خريطة جديدة تبقي مدينة رفح بالكامل تحت السيطرة الإسرائيلية، ما يفسر – بحسب موسى – على أنه خطوة نحو تحويل رفح إلى منطقة تجميع كبرى للنازحين، تمهيدًا لدفعهم لاحقًا نحو الخروج القسري خارج القطاع، إما نحو مصر أو عبر البحر.
وأكد أن هذا التحرك يتناغم مع الرؤية الإسرائيلية لإعادة رسم الخريطة الديموغرافية لغزة بالكامل، وهو ما ترفضه مصر بشدة وتعتبره تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي وهويتها السياسية.