ذعر في تل أبيب.. تقرير عبري يكشف تحركات إسرائيل لمواجهة خطط الجيش المصري 

الجيش المصري
الجيش المصري

كشف موقع مجلة "أيبوك" السياسية الإسرائيلية عن تحرك إسرائيلي متسارع في الكواليس السياسية والدبلوماسية، يهدف إلى التصدي لخطط مصر الطموحة لتعزيز قدراتها العسكرية، لا سيما في مجالات الدفاع الجوي والصواريخ.

وأوضح التقرير أن تل أبيب تجري نقاشات مغلقة مع كبار المسؤولين الأمريكيين في واشنطن، وتعبر خلالها عن مخاوفها المتزايدة من الدعم التكنولوجي الذي تحصل عليه مصر من الصين، بل ومن إيران أيضاً، في إطار تطوير أنظمة الصواريخ والردع الجوي لديها.

ويخشى صناع القرار في إسرائيل من أن هذا التعاون قد يقود إلى اختلال كبير في توازن القوى الإقليمي، خصوصًا إذا تعززت قدرة الجيش المصري على إنتاج صواريخ باليستية متطورة وأنظمة اعتراض متقدمة، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديدًا مباشرًا، ليس لها فقط، بل حتى للقواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة.

أنظمة الدفاع الصيني HQ-9B

واحدة من أبرز النقاط التي أشار إليها التقرير العبري تتمثل في حصول مصر مؤخرًا على نظام الدفاع الجوي الصيني المتطور HQ-9B، وهو نظام أرض-جو بعيد المدى يعد من الأنظمة الأكثر تطورًا في العالم، ويشبه إلى حد كبير منظومة S-300 الروسية.

بحسب تقرير نشرته مجلة "يسرائيل ديفينس" العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي، فإن مصر وافقت رسميًا على شراء ونشر النظام الصيني HQ-9B، في خطوة تعتبر تطورًا نوعيًا في البنية الدفاعية الجوية للجيش المصري، خاصة في ظل تصاعد التهديدات الأمنية في المنطقة.

ويشير محللون عسكريون إسرائيليون إلى أن إدخال هذه المنظومة يعزز قدرة مصر على صد هجمات جوية وصاروخية بعيدة المدى، ويمنحها مظلة دفاعية تصعب من اختراق أجوائها في حال نشوب أي صراع مفاجئ.

غضب دبلوماسي إسرائيلي

ولم تقتصر المخاوف الإسرائيلية على التقارير العسكرية، بل وصلت إلى المحافل الدبلوماسية، ففي وقت سابق، شن داني دانون، سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة، هجومًا علنيًا ضد مصر بسبب تسليحها المتزايد، متسائلًا بصراحة: "لماذا تحتاج مصر إلى كل هذه الغواصات والدبابات؟ وما الغرض من هذا التوسع العسكري؟".

واعتبر دانون أن هذا التسلح يجب أن يثير قلق الولايات المتحدة قبل غيرها، مطالبًا بمراجعة الدعم العسكري الأمريكي للقاهرة في ظل ما وصفه بـ"غياب الشفافية" حول دوافع هذا التحديث العسكري واسع النطاق.

وقد أثارت هذه التصريحات جدلاً داخل الأوساط الدبلوماسية، وعكست توجهاً إسرائيلياً يرى في تنامي قوة الجيش المصري تحدياً استراتيجياً حقيقياً، حتى مع وجود اتفاقية السلام والعلاقات الرسمية بين الجانبين.

تحذيرات إعلامية إسرائيلية

في سياق متصل، سلطت القناة 14 العبرية الضوء على ما وصفته بـ"القلق المتصاعد" لدى الدوائر الأمنية والسياسية في إسرائيل من التحولات الجذرية في عقيدة الجيش المصري.

وقالت القناة إن تعليقات دانون لا تعكس رأياً فردياً بقدر ما تجسّد قلقاً مؤسسياً داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بشأن اتجاه القاهرة نحو استقلالية عسكرية متقدمة وتنوع في مصادر السلاح خارج الهيمنة الغربية.

وتؤكد هذه التقارير أن التحول النوعي في تسليح الجيش المصري، سواء من خلال الصين أو دول أخرى مثل روسيا، يجعل من القاهرة قوة إقليمية قادرة على المناورة والتأثير المباشر في معادلات الردع الإقليمي.

القاهرة تلتزم الصمت

على الرغم من أن القيادة المصرية لم تعلق رسميًا على هذه التقارير أو على التحرك الإسرائيلي، فإن مصادر الموقع تشير إلى أن الموضوع بات محور اهتمام متزايد داخل المؤسسة العسكرية المصرية، وسط ترقب لحجم التدخل السياسي والدبلوماسي الذي قد تلجأ إليه إسرائيل لإعاقة هذه المشاريع.

ويرى مراقبون أن القاهرة تعتمد في استراتيجيتها الدفاعية على التحرك بهدوء ومن دون ضجيج إعلامي، مع تنويع مصادر التسلح وتعزيز القدرة الصناعية الذاتية، وهو ما يتماشى مع توجه مصري واسع النطاق نحو تحديث شامل للجيش المصري، يهدف إلى الحفاظ على تفوقه الإقليمي وضمان الأمن القومي في ظل متغيرات دولية متسارعة.

روسيا اليوم