مفاوضات الدوحة تدخل مرحلة حاسمة ونتنياهو يوافق على هذا الأمر.. هل اقتربت نهاية الحرب؟

الحرب في غزة
الحرب في غزة

في تطور بارز على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "مكان" أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعرب عن استعداده المبدئي لقبول تسوية موسعة ضمن الاتفاق المرتقب، تتضمن انسحابًا تدريجيًا وأوسع لقوات الجيش الإسرائيلي من منطقة رفح جنوب القطاع.

وأفادت الهيئة، نقلًا عن مصادر مطلعة على سير المحادثات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، أن نتنياهو عرض على الوسطاء خرائط عسكرية جديدة توضح مواقع انتشار قواته خلال فترة التهدئة، وذلك في محاولة لتقليص فجوة الخلافات الجوهرية مع حركة حماس والوسيطين القطري والمصري.

وبحسب أحد المصادر المشاركة في المفاوضات، فإن الضغط على إسرائيل بشأن خرائط الانسحاب بلغ ذروته خلال الساعات الأخيرة، وسط إشارات متزايدة تفيد بإحراز تقدم، وإن لم يسجل حتى الآن اختراق نهائي أو اتفاق موقع.

مسودة الاتفاق

وفقًا لما أوردته الهيئة العبرية، فإن مسودة الاتفاق التي جرى إعدادها بمشاركة الوسطاء الإقليميين والدوليين، تتضمن وقفًا كاملًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، مقابل تنفيذ صفقة تبادل جزئي تشمل الإفراج عن 28 مختطفًا إسرائيليًا – 10 منهم أحياء و18 جثمانًا.

ويحدد الجدول الزمني للمقترح مراحل تنفيذ الصفقة بشكل تدريجي ومنسق:

  • اليوم الأول: إطلاق سراح 8 مختطفين أحياء.
  • اليوم السابع: تسليم جثامين 5 مختطفين.
  • اليوم الثلاثون: تسليم جثامين 5 مختطفين إضافيين.
  • اليوم الخمسون: إطلاق سراح 2 من المختطفين الأحياء.
  • اليوم الأخير (60): تسليم جثامين 8 مختطفين.

ووفقًا للمقترح، فإن الجيش الإسرائيلي سيبدأ انسحابه من شمال القطاع عقب اليوم الأول من تنفيذ الهدنة، تليه عملية انسحاب تدريجي من جنوب القطاع، بما في ذلك مناطق الاشتباك في رفح.

بنود إضافية في مسودة التهدئة

من البنود الأساسية الأخرى التي تضمنتها مسودة الاتفاق:

  • وقف جميع العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل قطاع غزة ابتداءً من لحظة دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
  • تجميد الطلعات الجوية الإسرائيلية لمدة 10 ساعات يوميًا، ترتفع إلى 12 ساعة في الأيام التي تنفذ فيها مراحل صفقة التبادل.
  • ضخ مساعدات إنسانية ضخمة تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر، لضمان وصولها إلى السكان المدنيين.

كما تنص المسودة على أن تقدم حركة حماس، في اليوم العاشر من الهدنة، معلومات مفصلة حول مصير باقي المختطفين الموجودين في غزة، في حين تلتزم إسرائيل في المقابل بالكشف عن بيانات أكثر من 2000 معتقل فلسطيني من غزة، أغلبهم محتجزون إداريًا دون محاكمات.

الوساطة تضغط لإنجاز الاتفاق

رغم الإشارات الإيجابية التي توحي بحدوث تقدم نوعي في مسار المفاوضات، إلا أن مصادر "مكان" تؤكد أن الاختراق الحقيقي للملف لم يتحقق بعد، في ظل استمرار وجود تباينات حساسة بشأن بعض البنود الجوهرية، وعلى رأسها آليات التنفيذ وتوقيت الانسحاب الكامل.

لكن في المقابل، يلاحظ المتابعون أن المرونة التي أبدتها إسرائيل مؤخرًا – خاصة عرض الخرائط العسكرية وتحديد جدول زمني للتبادل – تعكس تحولًا في الموقف الإسرائيلي، قد يكون مدفوعًا بالضغوط الدولية المتزايدة، وتصاعد التكلفة السياسية والعسكرية لاستمرار الحرب.

هيئة البث الإسرائيلية