وجه عدد من قادة المعارضة الإسرائيلية، اتهام مباشر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ"بيع جنوده والتضحية بدمائهم" في سبيل الحفاظ على بقائه في السلطة، وذلك عقب الإعلان عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في قطاع غزة.
ووصفوا الحادث بأنه "كارثة مفجعة" و"ليلة سوداء"، معتبرين أن الجنود الثلاثة لقوا مصرعهم في إطار "حرب سياسية لا تنتهي".
قتلى في غزة.. وتعازي رسمية
من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "فقدت إسرائيل اليوم ثلاثة من أفضل جنودها – الرقيب شوهام مناحيم، والرقيب شلومو ياكير شرام، والرقيب يولي فكتور من سلاح المدرعات – الذين سقطوا في إحدى المعارك بقطاع غزة"، مضيفًا عبر منصة "إكس": "أتقدم بأحر التعازي لأسرهم في هذا الوقت العصيب".
كما عبرت وزيرة المواصلات ميري ريغيف، عن حزنها بالقول عبر "إكس": "بموت الجنود الثلاثة، نواصل القتال حتى عودة جميع المختطفين والقضاء على قدرات حماس".
"إبادة بلا هوادة"
والجدير بالإشارة أنه منذ السابع من أكتوبر 2023، تستمر إسرائيل في تنفيذ حرب إبادة شاملة ضد قطاع غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، في تجاهل تام لكافة النداءات الدولية، وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف هذه الانتهاكات.
وحتى الآن، أسفرت هذه الإبادة، بدعم أمريكي، عن سقوط أكثر من 197 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، علاوة على أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل تفاقم المجاعة التي حصدت أرواح العشرات، من بينهم عدد كبير من الأطفال.
"حرب سياسية لا تنتهي"
ومن جانبه، كتب زعيم حزب "الديمقراطيين"، يائير غولان، عبر "إكس": "إسرائيل 2025، إعلان جديد للجيش الإسرائيلي: سقط اليوم ثلاثة مقاتلين أبطال آخرين في غزة، ضحايا لحرب سياسية لا تنتهي"، مضيفًا أن "من أرسلهم إلى المعركة (في إشارة إلى نتنياهو) يجتمع مع زعماء الأحزاب الحريدية لضمان إعفاء حلفائه السياسيين من التجنيد".
ولفت "غولان"، إلى الأزمة السياسية الجارية، إذ تهدد الأحزاب الدينية (الحريدية) بالانسحاب من الحكومة إذا لم يتم إقرار قانون يعفي شبابهم من الخدمة العسكرية.
كما واصل "غولان"، هجومه قائلًا: "مرة أخرى، يبيع (نتنياهو) جنوده ويضحي بدمائهم، فقط ليستمر يومًا آخر في الحكم".
"ليلة سوداء"
وفي السياق ذاته، وصف رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينت، الحادث عبر "إكس" بأنه "ليلة سوداء"، وكتب: "تلقّت عائلة أخرى للتو نبأ مروعًا بمقتل ابنها في غزة"، مضيفًا أن "في هذه اللحظات، وفي أروقة الكنيست، ينشغل أعضاء الائتلاف الحاكم بسن قانون يهدف إلى التهرب من التجنيد".
كم وجه "بينت"، انتقاد لمحاولات إعفاء الشباب الحريدي من الخدمة العسكرية، قائلاً: "يعمل هؤلاء السياسيون على منع الحريديين من الالتحاق بأقرانهم الذين يحمون شعب إسرائيل بأجسادهم"، متسائلًا: "لماذا؟ فنحن جميعًا نعيش هنا، هذه الفجوة لا يمكن تجاوزها".
وختم بقوله: "نحن في حالة حرب. أبناؤنا هناك، في غزة وفي الشمال. هذه حكومة مخزية".
"دماء تهدر وسط تجاهل سياسي"
ووصف زعيم المعارضة يائير لابيد، مقتل الجنود الثلاثة عبر "إكس" بـ"الكارثة المفجعة".
وبدورها، علقت حركة "أمهات يقظة"، الممثلة لأمهات الجنود، على مشروع قانون إعفاء الحريديم من الخدمة، قائلة: "قتل اليوم ثلاثة جنود في غزة، وانتحر جندي آخر في قاعدة عسكرية بالجولان المحتل".
ووفقًا لما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أضافت الحركة: "بينما تعلم الحكومة بما يحدث، كانت منشغلة بإيجاد حلول للحريديم للتهرب من الخدمة".
كما أردفت "الحركة"، قائلة: "في حين تنهار حياة كاملة، يُلقى بأبنائنا في أتون الجحيم، مستنزفين ومنهكين، بلا أمل"، مشيرة إلى "ارتفاع القتلى والانتحارات، بينما يتصرف السياسيون وكأن لدينا عددًا لا يحصى من الأبناء لندفنهم، لا يمكن أن نسمح باستمرار هذا الوضع".
ارتفاع حصيلة القتلى الإسرائيليين
ونعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، الجنود الثلاثة، قائلًا عبر "إكس": "مساء صعب. ينعى الشعب الإسرائيلي بأسره سقوط المقاتلين الأبطال الثلاثة".
كما سبق وأعلنت إسرائيل، أمس الإثنين، عن مقتل ثلاثة من جنودها وإصابة ضابط بجروح بالغة، إثر تفجير دبابة كانت تقلهم في شمال قطاع غزة.
وبحسب المعلومات أنهم من سلاح المدرعات، يخدمون في كتيبة 52 التابعة لفرقة "آثار الحديد" (401).
والجدير بالذكر أن الحصيلة المعلنة لقتلى الجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، ارتفعت إلى 893 ضابطًا وجنديًا، فضلًا عن إصابة 6099 آخرين بجروح متفاوتة.