أفاد تحقيق أجرته لجنة في مجلس النواب الأمريكي، بأن أموال دافعي الضرائب في الولايات المتحدة قد تكون استخدمت لتمويل احتجاجات داخل إسرائيل، استهدفت بشكل مباشر أو غير مباشر خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإصلاح القضائي.
وكشف "التحقيق"، أن المراجعة التي أجرتها اللجنة الرقابية كشفت عن أن إدارة بايدن-هاريس منحت تمويلاً لمنظمات كان لها دور فعال، بشكل مباشر أو عبر وسطاء، في الاحتجاجات التي سعت إلى إضعاف الحكومة الإسرائيلية وتقويض خططها.
منظمات ممولة
وبحسب ما جاء في التحقيق، فإن من أبرز الجهات التي تلقت مبالغ مالية كبيرة كانت منظمة "بلو آند وايت فيوتشر" (BWF)، وكذلك منظمة "الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل".
وفي السياق ذاته، شدد "التحقيق"، على أن تورط منظمة BWF في الاحتجاجات قد يعد انتهاكاً للقانون الإسرائيلي، نظراً إلى أن المنظمة غير الربحية تصرفت خارج نطاق أهدافها المعلنة، وهو ما يتنافى مع شروط التسجيل المعتمدة لدى السلطات الإسرائيلية.
دعم منظمات مشبوهة
كما لفت "التحقيق"، إلى احتمال تقديم تمويل أمريكي لمنظمات ذات صلات بجهات مصنفة كـ"إرهابية" وفق القوائم الأمريكية. وأشار بالتحديد إلى جمعية "بيادر للبيئة والتنمية"، وهي منظمة غير حكومية مقرها قطاع غزة، تلقت نحو مليون دولار من أموال الدعم الأمريكي منذ عام 2016.
وأوضح "التحقيق"، أن الجمعية تعاونت علناً مع مسؤولي حركة حماس، ونظمت فعاليات مشتركة مع قيادات في الحركة، وهو ما يوحي بوجود علاقات مؤسسية تتجاوز النشاطات البيئية والتنموية.
علاقات موثقة
وفي سياق متصل، أظهر "التحقيق"، أن آخر منحة تلقتها الجمعية كانت من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في الأول من أكتوبر 2023، أي قبل أسبوع فقط من أحداث السابع من أكتوبر، التي شهدت تصعيداً واسعاً.
كما أشار "التحقيق"، إلى أن تلك العلاقات ليست وليدة اللحظة، حيث ورد في تقرير الجمعية لعام 2021 معلومات عن عقد اجتماعات وتنسيق مع وزارات تتبع لحكومة حماس، منها وزارات الداخلية، الأشغال، الزراعة، والشؤون الاجتماعية.
ووثق "التحقيق"، أيضاً واقعة أظهرت أحد موظفي الجمعية وهو يحتضن عدداً من قادة حماس البارزين، من بينهم نجل إسماعيل هنية، ما اعتبر دليلاً إضافياً على العلاقة المباشرة بين الطرفين.
والجدير بالذكر أن التحقيق لا يزال مستمراً، وقد توسعت دائرة الاشتباه لتشمل منظمات غير حكومية أخرى، سواء أمريكية أو إسرائيلية، يعتقد أنها شاركت في تحويل أموال حكومية أمريكية بغرض زعزعة استقرار الحكومة الإسرائيلية أو في دعم منظمات تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية.