التعليم في غزة.. مقاعد خاوية وأحلام مؤجلة تحت أنقاض المدارس

احدى المدارس المستهدفة
احدى المدارس المستهدفة

تقرير:ملك فايز محارب 

في قطاع غزة المنكوب، لم تعد المدارس أماكن للعلم والمعرفة، بل تحوّلت إلى ملاذات للنازحين، وأسرة من الكرتون، وجدران تتكئ عليها العائلات الهاربة من جحيم القصف. يختنق الحلم الدراسي في زوايا الفصول الفارغة، بينما تمحو الغارات لوحات الصفوف، وتذرو الرياح الرماد مكان الكتب والدفاتر.

أكثر من نصف مليون طالب وطالبة وجدوا أنفسهم خارج الإطار التعليمي منذ السابع من أكتوبر، لا مقاعد، لا مناهج، لا مدارس آمنة. وزارة التربية والتعليم تؤكد تدمير أو تضرر مئات المدارس، بعضها سُوِّي بالأرض تمامًا، وبعضها لم يعد يصلح حتى كمأوى.

“كنا نردد دائمًا أن المدرسة بيتنا الثاني، واليوم أصبحت ملجأنا الوحيد بعد أن دُمّر البيت”، تقول الطفلة سمر، 11 عامًا، وهي تفترش أرض مدرسة تابعة للأونروا في جنوب القطاع مع عائلتها النازحة من الشجاعية.

وتضيف الأم المكلومة: “طفلي الذي كان يحمل حقيبته كل صباح، يحمل اليوم صفيحة ماء، ويسير أميالاً تحت الشمس ليجلب لنا بعض الحياة في هذا الموت.”

أحلام بسيطة مثل إنهاء العام الدراسي أو رؤية زملاء الفصل باتت رفاهية. المعلمون الذين نجوا من الموت، لا يجدون سبيلاً للتواصل مع طلابهم. وبدلًا من السبورات، يُعلّم الأطفال أنفسهم عبر الرسم على جدران الملاجئ، ويحاولون كتابة أمل جديد بلون الفحم والرماد.

يقول أحد المدرسين: “أخاف أن نُخرّج جيلاً لا يعرف القراءة، بل يعرف فقط لغة النزوح والصمت والدمار.”

في غزة، لم تعد الحروف أداة للعلم، بل صارت وجعًا جديدًا، يقاوم الغياب بكل ما تبقى من إرادة.

البوابة 24