"صفقة مفخخة".. مصدر فلسطيني يكشف ما يجري في مفاوضات غزة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

كشف مصدر فلسطيني مطلع على مجريات المفاوضات لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن الوفد الإسرائيلي أمضى عدة أيام وهو يرفض تقديم خطوط وخرائط تتعلق بإعادة التموضع، في حين أصر الجانب الفلسطيني على التفاهم بشأن خرائط واضحة ومكتوبة، وبعد نحو أسبوع من المماطلة، قدم الوفد الإسرائيلي خرائط تتضمن اقتطاع 40% من مساحة قطاع غزة، وبدأت على إثرها جولات تفاوضية ماراثونية.

المقاومة تتراجع... بشروط

وفي المقابل، شددت المقاومة على تمسكها بخريطة الانسحاب التي تم التوافق عليها في الثاني من آذار الماضي، لكنها أبدت مرونة في سبيل التوصل إلى صيغة توافقية. 

ووفقًا لما ذكره المصدر الفلسطيني، فقد وافقت المقاومة على تقليص عمق المنطقة العازلة إلى 1200 متر، وأقل من ذلك في بعض المناطق، إلى جانب الانسحاب من محور "موراغ" وصولاً إلى محور "فيلادلفيا".

لعبة الوقت الإسرائيلية

كما أوضح "المصدر"، أن "المفاوض الإسرائيلي يعمد إلى وضع عراقيل مفتعلة، ثم يبدأ التفاوض حولها، في أسلوب أشبه بلعبة إدارة الوقت، فهم يخصصون وقتًا لمعالجة عقبة معينة، ثم يختلقون عقبة جديدة يتراجعون عنها لاحقًا، لتبدو وكأنها إنجازات تفاوضية".

صيغ مفخخة وابتزاز إنساني

وفي السياق ذاته، لفت "المصدر"، إلى أن فصائل المقاومة تسابق الزمن لتوقيع اتفاق، غير أن الصيغ التي تقدم بها الإسرائيليون عبر الوسطاء كانت "مفخخة"، وأن التوقيع عليها دون تفكيك وتحليل دقيق لبنودها كان من شأنه أن يرسخ احتلال مساحات واسعة من القطاع، بما يسمح للاحتلال بالمضي قدمًا في مشروع "مدينة الخيام" في رفح، ويُبقي ورقة المساعدات رهينة في يد المصائد الأميركية، دون أي أفق حقيقي لإنهاء الحرب، موضحًا أن "الاحتلال يسعى إلى استعادة أسراه دون تقديم أي مقابل فعلي".

تهدئة مشروطة بأثمان باهظة

وأكد "المصدر"، أن ما يتم الاتفاق عليه في هذه الجولة من المفاوضات قد يشكل نقطة انطلاق لوضع طويل الأمد، إذا ما تمخضت التهدئة الحالية عن وقف مستدام للقتال، وبناءً عليه، تتنازل المقاومة عن بعض الشروط بما لا يضر بمستقبل القطاع، في سبيل إنهاء المجازر، لكنها في الوقت ذاته تتمسك بمطالب ترى أن استمرار الحرب أهون من التفريط بها.

"المرونة" الأميركية

وفيما يتعلق بالموقف الإسرائيلي والأميركي، فهو يفيض بتصريحات متفائلة تدّعي تقديم مرونة وتنازلات، بينما تحمل "حماس" مسؤولية التعطيل والتعنت.

ومن بين تلك التصريحات، خمسة أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في غضون أسبوعين، قال فيها: "نحرز تقدماً في ملف غزة... نحن في طريقنا نحو صفقة". 

كما أفاد المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، آدم بولر، بأن "حماس تبدي مقاومة وتضع العقبات في طريق التوصل إلى اتفاق"، بينما كرر المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أن "الصفقة باتت أقرب من أي وقت مضى".

نتنياهو يروج للصفقة

وبدوره، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: "نحن نقترب من صفقة خلال 60 يوماً".

 وعلاوة على ذلك، تتوالى التسريبات عبر وسائل الإعلام العبرية بشأن مستوى التقدم في المفاوضات، وما يرافق هذه الصفقة من حسابات سياسية داخلية، وانعكاسها على مواقف الائتلاف الحكومي.

صحيفة "الأخبار" اللبنانية