في مشهد مؤلم يعكس عمق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، أطلقت سيارات الإسعاف، صباح اليوم الأحد، صافراتها بشكل جماعي ومنسق، في نداء استغاثة صريح يحذر من تدهور كارثي في الأوضاع الصحية والإنسانية، وسط تفشي المجاعة على نطاق واسع في القطاع المحاصر.
وجاءت هذه الخطوة كصرخة احتجاجية على ما وصفه مسعفون بأنه "موت بطيء وجماعي" يواجهه السكان مع استمرار الحصار الإسرائيلي.
تحذيرات وزارة الصحة
من جهتها، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة من أن المجاعة بلغت مستويات غير مسبوقة، مؤكدة أن أكثر من مليوني فلسطيني باتوا يواجهون خطر الجوع الشديد ونقص الغذاء بشكل يومي.
وقالت الوزارة إن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سياسة التجويع كسلاح ممنهج ضد السكان المدنيين، مشيرة إلى أن الأطفال يموتون جوعًا أمام عدسات الكاميرات، في صورة تجسد البؤس الإنساني والخذلان الدولي.
الاحتلال يمنع الدواء
وفي بيانها العاجل، حملت وزارة الصحة إسرائيل المسؤولية المباشرة عن الانهيار الكامل للمنظومة الصحية في القطاع، موضحة أن القيود الصارمة التي يفرضها الاحتلال على دخول الأدوية والمستلزمات الطبية أدت إلى عجز المستشفيات والمراكز الصحية عن التعامل مع الأوضاع الطارئة، خصوصًا في ظل ارتفاع أعداد الضحايا الذين يعانون من أمراض مزمنة وسوء تغذية.
وبحسب مصادر طبية فلسطينية، فإن عدد الأطفال الذين توفوا بسبب الجوع وسوء التغذية ارتفع إلى 71 طفلًا، فيما بلغ عدد الفلسطينيين الذين قتلوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية أكثر من 900 شخص، في مشهد يعبّر عن غياب أي حماية دولية للمدنيين رغم الإدانات المستمرة.
مليون طفل يتعرضون للتجويع
بدورها، أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" تحذيرًا صارخًا اليوم الأحد، أكدت فيه أن السلطات الإسرائيلية تمارس سياسة تجويع متعمد ضد المدنيين في غزة، ومن بينهم مليون طفل.
ونشرت الوكالة بيانًا عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، دعت فيه المجتمع الدولي إلى فك الحصار فورًا، والسماح بدخول الغذاء والدواء دون قيد أو شرط، مؤكدة أن التأخير في الاستجابة يعمق من الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع.