مجازر المساعدات.. الاحتلال الإسرائيلي يحول طوابير الجوعى إلى ساحات قتل في غزة

مجازر المساعدات
مجازر المساعدات

في واحدة من أبشع صور القتل الجماعي بحق المدنيين العزل، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، حشود المواطنين الفلسطينيين الذين تجمعوا في شمال غربي مدينة غزة ومنطقة رفح الجنوبية، بغية الحصول على مساعدات إنسانية وغذائية. 

ووفق مصادر طبية ميدانية، أسفرت هذه المجازر الوحشية عن استشهاد ما لا يقل عن 58 مواطنًا فلسطينيًا، بالإضافة إلى إصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة.

وقد ارتكبت قوات الاحتلال هذه الجريمة في موقعين متباعدين داخل القطاع؛ حيث قامت بإطلاق النار بشكل مباشر على المواطنين المحتشدين في منطقة السودانية شمال غربي غزة، مما أدى إلى استشهاد 56 شخصًا، وإصابة 60 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن الذين جاءوا بحثًا عن طعام يسد رمقهم. 

وأكدت المصادر أن العديد من جثامين الشهداء لا تزال ملقاة على الأرض حتى اللحظة، في مشهد يعكس قسوة المأساة وانعدام الإنسانية.

قصف المساعدات في رفح

لم تقتصر الاعتداءات على شمال القطاع فحسب، بل امتدت يد القتل الإسرائيلية إلى جنوبه، حيث قصفت قوات الاحتلال موقعًا لتوزيع المساعدات بالقرب من مركز "الشاكوش" شمال مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد مواطنين آخرين، ليكتمل مشهد الإبادة المنظمة ضد من يبحثون عن لقمة العيش وسط الحصار الخانق.

ورغم مناشدات المؤسسات الإنسانية بضرورة حماية نقاط توزيع المساعدات، إلا أن الاحتلال يتعامل مع هذه التجمعات كأهداف عسكرية مشروعة، ما يجعل المدنيين بين فكي الموت: إما الجوع، أو الرصاص.

مشاهد صادمة وأرقام مروعة

وفي تصريح صادم، قال مدير مجمع الشفاء الطبي، إن المستشفى استقبل في أقل من ساعة جثامين 16 شهيدًا و80 جريحًا نتيجة المجازر المرتكبة بحق طالبي المساعدات الغذائية، مؤكدًا أن معظم الإصابات ناتجة عن طلقات نارية متعمدة في مناطق قاتلة، مما يدل على نية واضحة في القتل الجماعي.

وأضاف: "ما يحدث ليس مجرد استهداف عشوائي، بل إبادة ممنهجة للفقراء والمحرومين، وهذه الجثث التي دخلت إلى المستشفى اليوم لا تحمل سوى رسالة واحدة: أن الاحتلال لا يرى في الفلسطينيين سوى أهدافًا مشروعة حتى لو كانوا يتسولون رغيف خبز".

حصيلة الشهداء تتزايد

وبحسب بيانات صدرت عن وزارة الصحة في غزة، فإن عدد شهداء مجازر المساعدات وحدها الذين وصلوا إلى المستشفيات منذ بدء استخدام سياسة تجويع السكان واستهدافهم عند مراكز الإغاثة قد بلغ 891 شهيدًا، وأكثر من 5,754 جريحًا، جميعهم من المدنيين العزل، مما يؤكد استخدام الاحتلال لهذه المجازر كأداة من أدوات الحرب.

وتعكس هذه الحصيلة الخطيرة حجم الكارثة الإنسانية في القطاع، والتي لا تتوقف عند قصف البيوت والمستشفيات، بل تمتد إلى استهداف مراكز توزيع المساعدات في سياسة ممنهجة لتركيع السكان.

أرقام مرعبة لحصيلة العدوان

وفي نظرة شاملة على العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، تؤكد الإحصاءات الصادرة اليوم أن إجمالي الشهداء بلغ حتى الآن 58,765 شهيدًا، في حين ارتفع عدد الجرحى إلى أكثر من 140,485 مصابًا، وهي حصيلة غير مسبوقة في تاريخ الصراع، وتدل على حجم الدمار والاستهداف العشوائي للمدنيين والبنية التحتية.

تعكس هذه الأرقام اتساع رقعة الإبادة، وتبرز أن المجازر لم تعد استثناءً، بل باتت منهجًا رسميًا في تعامل قوات الاحتلال مع الفلسطينيين.

وكالات