كشفت قناة "كان" العبرية أن إسرائيل قدمت مؤخرًا مقترحًا جديدًا لحركة حماس يتضمن ترتيبات محدثة لانتشار الجيش داخل قطاع غزة، ويعتقد في الأوساط الأمنية والسياسية داخل إسرائيل أن الرد المتوقع من حماس سيكون إيجابيًا، ما يفتح الباب أمام اختراق حاسم في المفاوضات خلال أيام.
ووفقًا لما بثته القناة، فإن المقترح الجديد جاء بعد مشاورات مكثفة، وشمل خرائط انتشار ميداني معدلة أظهرت قدرًا غير مسبوق من المرونة الإسرائيلية، خصوصًا في ما يتعلق بإعادة رسم محور "موراغ" وتعديل مواقع التمركز العسكري في مناطق متعددة داخل القطاع.
الجيش يوصي بالاتفاق
أكد مصدر عسكري رفيع المستوى للقناة العبرية، أن قيادة الجيش الإسرائيلي أوصت المستويين الأمني والسياسي بالمضي قدمًا نحو التوقيع على الاتفاق، مع التشديد على ضرورة الإبقاء على قوات عسكرية متمركزة في محيط بلدات غلاف غزة، لتأمين الحدود وضمان الجاهزية لأي تطورات ميدانية مستقبلية.
تأتي هذه التوصيات في إطار سعي المؤسسة الأمنية إلى تثبيت تهدئة مرحلية، بالتوازي مع ضمان عدم تهديد المستوطنات القريبة من القطاع، في حال تم تنفيذ الصفقة المرتقبة.
مسودة الاتفاق
تتضمن مسودة الاتفاق، التي شارك في صياغتها وسطاء دوليون، خطة تبادل إنساني مؤقتة تشمل إطلاق سراح 28 مختطفًا إسرائيليًا، منهم 10 أحياء و18 من الجثامين، مقابل وقف شامل لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، بالتزامن مع إدخال مساعدات إنسانية مكثفة بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر الدولي.
وتتوزع مراحل تنفيذ الصفقة كالتالي:
- اليوم الأول: إطلاق سراح 8 من المختطفين الأحياء.
- اليوم السابع: تسليم 5 جثامين لإسرائيليين.
- اليوم الثلاثون: تسليم 5 جثامين أخرى.
- اليوم الخمسون: إطلاق سراح أسيرين أحياء.
- اليوم الستون: تسليم 8 جثامين إضافية.
ويرافق تنفيذ هذه المراحل توقف كامل للعمليات العسكرية الإسرائيلية، إضافة إلى تعليق الحركة الجوية العسكرية لمدة 10 ساعات يوميًا، ترتفع إلى 12 ساعة في أيام عمليات التبادل، لتأمين سلامة التنفيذ.
التزامات متبادلة
ينص المقترح أيضًا على أنه في اليوم العاشر من سريان التهدئة، تطالب حماس بتقديم معلومات واضحة حول مصير بقية المختطفين الإسرائيليين الموجودين لديها، وفي المقابل، تكشف إسرائيل عن بيانات أكثر من 2000 معتقل فلسطيني من قطاع غزة جرى احتجازهم إداريًا منذ بدء العدوان.
ويشمل الاتفاق أيضًا إطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين، ضمن صفقة تبادل أكبر تستكمل لاحقًا، مما يعكس تنازلات متبادلة تهدف إلى تمهيد الطريق نحو تسوية أكثر شمولًا.
الوسيط الأميركي
أشارت القناة إلى أن الوسيط الأميركي ستيف ويتكوف سيصل إلى العاصمة القطرية الدوحة في حال تحقق تقدم ملموس في المحادثات، وذلك بهدف تثبيت الاتفاق السياسي والإنساني والعمل على حل النقاط العالقة، بالتنسيق مع كل من الوسيطين القطري والمصري.
وتعتبر مشاركة ويتكوف مؤشراً على دور أمريكي مباشر في إدارة تفاصيل الصفقة، ما يضفي على العملية قدرًا أكبر من الجدية والضغط السياسي لتأمين تطبيق الاتفاق الكامل.