شبح 7 أكتوبر يهدد تل أبيب مرة أخرى.. هل تشهد المنطقة حربًا جديدة؟

سوريا
سوريا

أفاد موقع "واللا" العبري أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية رفعت حالة التأهب تحسبًا لسيناريو خطير على الحدود مع سوريا، يشبه ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي. 

وأشار التقرير إلى وجود مخاوف متصاعدة في إسرائيل من احتمال تسلل مجموعات مسلحة موالية لإيران إلى المنطقة العازلة في هضبة الجولان، لتنفيذ هجمات نوعية تستهدف مواقع ومراكز للجيش الإسرائيلي المنتشر هناك.

وتأتي هذه المخاوف في وقت تشهد فيه الجبهة الشمالية توترًا متصاعدًا، خاصة بعد سلسلة غارات جوية نفذها الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية خلال الأسبوع الماضي، في مناطق يعتقد أن إيران ووكلاءها ينشطون فيها عسكريًا.

غارات إسرائيلية مفاجئة

في تطور لافت، كشفت الإدارة الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب فوجئ بالغارات التي شنتها إسرائيل مؤخرًا على الأراضي السورية، دون تنسيق مسبق مع واشنطن، ما أثار قلقًا داخل البيت الأبيض بشأن تداعيات هذه الهجمات على جهود التهدئة الإقليمية.

وبحسب التصريحات الرسمية، فإن ترامب بادر على الفور بالاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاستفسار عن دوافع هذه الضربات، التي لم تكن جزءًا من التفاهمات الاستراتيجية المعهودة بين الطرفين، خاصة فيما يتعلق بسوريا.

وشنت المقاتلات الإسرائيلية، في مطلع الأسبوع الماضي، غارات مكثفة استهدفت وحدات من الجيش السوري في محافظة السويداء جنوبي البلاد، إلى جانب مراكز عسكرية في محيط العاصمة دمشق، وهي مناطق تعد ذات حساسية سياسية وميدانية كبيرة في ظل تواجد القوات الإيرانية والنفوذ الروسي فيها.

هدف الغارات

بررت إسرائيل هذه العمليات الجوية بالقول إنها تهدف للضغط على النظام السوري لسحب قواته المنتشرة في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، في محاولة لإعادة رسم التوازن الميداني في الجنوب السوري، الذي يشهد حراكًا مسلحًا متقطعًا ومواقف متباينة من السكان المحليين تجاه النظام والميليشيات الإيرانية.

ورأت مصادر إسرائيلية أن السويداء تشكل نقطة استراتيجية يمكن أن تكون ساحة صراع غير مباشر بين تل أبيب وطهران، وأن تعزيز النظام السوري وجوده فيها يهدد أمن الحدود الإسرائيلية، خاصة إذا تم استخدام المناطق القريبة من الجولان كمنصة لشن عمليات هجومية مستقبلية.

البيت الأبيض ينتقد نتنياهو

من جانبها، أبدت الإدارة الأمريكية استياءها من التصعيد الإسرائيلي الأخير، وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، مساء الاثنين، إن الرئيس ترامب لم يكن على علم مسبق بهذه الضربات، واصفة الموقف بـ"المفاجئ" وغير المتوقع، وأضافت أن وزير الخارجية ماركو روبيو تدخل بشكل مباشر لمنع تصعيد أكبر على الساحة السورية.

وأوضحت ليفيت أن ترامب لا يزال يحتفظ بعلاقة جيدة مع نتنياهو، لكنه لم يكن راضيًا عن الهجوم على سوريا وكذلك قصف الكنيسة في غزة، في إشارة إلى الغارات الأخيرة التي طالت مواقع حساسة في القطاع الفلسطيني، ما يعكس قلقًا أمريكيًا من أن تتحول تصرفات إسرائيل إلى عقبة أمام المسار الدبلوماسي.

كما شددت على دعم الرئيس الأمريكي الكامل لجهود مبعوثه الخاص إلى سوريا، توم باراك، الذي قالت إنه "يقوم بعمل رائع" في إدارة المشهد المعقد في الساحة السورية والتواصل مع جميع الأطراف المعنية.

نتنياهو يتصرف بجنون

وفي سياق متصل، نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مصادر رفيعة في الإدارة الأمريكية تصريحات حادة تظهر حجم التوتر داخل الغرف المغلقة في واشنطن تجاه تصرفات القيادة الإسرائيلية.

وبحسب تلك المصادر، فقد تم وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه "يتصرف كالمجنون، يقصف كل شيء طوال الوقت"، وهي تصريحات تكشف عن فجوة في التنسيق بين تل أبيب وواشنطن، خاصة مع رغبة ترامب في الحفاظ على التوازن في سوريا وعدم جرّ المنطقة إلى مواجهة أوسع.

وأكدت المصادر أن التحركات الإسرائيلية غير المنسّقة قد تقوض الجهود التي تبذلها إدارة ترامب لإعادة ترتيب الأوضاع في سوريا عبر مسار سياسي–أمني يراعي توازنات النفوذ الروسي والإيراني والأمريكي في آن واحد.

موقع واللا العبري