كشفت القناة 12 العبرية صباح اليوم الأربعاء، عن تطورات مهمة في سير المفاوضات الجارية بالعاصمة القطرية الدوحة، والتي تهدف للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء حالة الحرب الممتدة منذ شهور.
وبحسب القناة، فإن حركة حماس لم ترسل ردّها الرسمي بعد على المقترحات المطروحة، غير أن الوسطاء الدوليين – وفي مقدمتهم قطر ومصر – يبدون تفاؤلًا حذرًا، إذ يتوقعون من الحركة الفلسطينية ردًا إيجابيًا، وإن كان مشروطًا ببعض التحفظات، الأمر الذي يفرض استمرار الحوار وعدم الحسم الفوري.
وبحسب ما نقل عن مصادر مطلعة، فإن حماس تسعى لإدخال تعديلات على خارطة انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في غزة، إلى جانب مطالبتها بإعادة النظر في تفاصيل صفقة تبادل الأسرى، وهو الملف الأكثر تعقيدًا في المفاوضات.
تقديرات إسرائيلية
رغم حالة الشد والجذب، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن إمكانية التوصل إلى اتفاق لا تزال قائمة وبقوة، وقد يتم توقيع الصفقة خلال هذا الأسبوع، إذا ما استمرت المؤشرات الحالية على ما هي عليه دون انتكاسات مفاجئة.
ورأت القناة 12 أن الفجوات في جولة مفاوضات الدوحة الأخيرة ليست واسعة كما كانت في مراحل سابقة، وهو ما يعطي المفاوضين جرعة من الأمل بإمكانية إتمام الصفقة قريبًا، لا سيما في ظل الضغط الدولي المتزايد لإنهاء الحرب، وتحديدًا مع التوتر الإقليمي المتصاعد.
روما على خط الوساطة
في تطور لافت يعكس قرب الحسم، أعلن أن مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيتوجه اليوم الأربعاء إلى العاصمة الإيطالية روما، تمهيدًا لعقد اجتماع ثلاثي غدًا الخميس، يضم كبار المسؤولين من كل من إسرائيل وقطر، في محاولة لدفع المفاوضات نحو خواتيمها.
وذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي أن هذا الاجتماع يأتي في وقت حرج، إذ تجري في الدوحة مباحثات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل عبر الوسطاء بشأن ما تبقى من خلافات أساسية، وكان يتكوف قد أوضح للأطراف مسبقًا أنه لن ينضم إلى المحادثات في قطر إلا إذا أصبح التوصل لاتفاق في متناول اليد، ما يجعل اجتماع روما مؤشرًا جادًا على أن الاتفاق بات قريبًا جدًا.
استمرار للضغط الأمريكي
من المقرر أن يشارك في اجتماع روما وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، إلى جانب مبعوث قطري رفيع المستوى، ويُشار إلى أن هذا اللقاء هو استكمال لاجتماع مماثل جرى قبل أسبوعين في البيت الأبيض، ناقش فيه الأطراف سبل الوصول إلى تفاهمات مشتركة بشأن خريطة الطريق لوقف إطلاق النار وصفقة الأسرى.
وبحسب مصادر أمريكية وإسرائيلية، فإن ويتكوف في حال لاحظ تقدّمًا نوعيًا خلال اجتماع روما، سيطير مباشرة إلى الدوحة قبل نهاية الأسبوع، للمشاركة شخصيًا في المحادثات ومحاولة وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، وهو ما يعكس حجم التورط الأمريكي في هذه الجولة الحاسمة.
انتظار الرد الرسمي من حماس
في الوقت الذي تشتد فيه التحركات الدبلوماسية بين الدوحة وروما، يبقى الجميع في حالة ترقب لرد حماس على المقترح النهائي الذي قدم لها مؤخرًا من قبل الوسطاء.
ووفقًا لما أفاد به موقع "أكسيوس"، فإن رد حماس كان متوقعًا مساء الثلاثاء بتوقيت الدوحة، وسط ضغوط قوية من الوسطاء القطريين على الحركة الفلسطينية لعدم التراجع أو إعادة فتح ملفات سبق التفاهم عليها، وهو شرط أساسي لتثبيت الاتفاق وتجنب جولة مفاوضات جديدة قد تعيد الأمور إلى نقطة الصفر.