في تطور جديد يعكس تحولاً في موقف حركة "حماس"، كشف الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، مراسل موقع "أكسيوس" في إسرائيل، أن الحكومة الإسرائيلية تسلمت، يوم الخميس، ردًا محدثًا من حركة حماس على المقترح الأخير الخاص بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الرد حمل في طياته "تحسنًا ملحوظًا" مقارنة بالرد السابق الذي أثار استياء الوسطاء ورفضوه بشكل قاطع.
ووفقًا لما نقله رافيد عبر تدوينة نشرها على منصة "إكس"، فإن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى أكدت أن تل أبيب بصدد دراسة الرد الجديد بعناية.
تعليق إسرائيل
بحسب ما أورده باراك رافيد، صرح أحد المسؤولين الإسرائيليين الكبار بأن الرد الذي نقل إلى إسرائيل الليلة الماضية يعتبر أفضل بشكل واضح من الرد السابق الذي قدّمته حماس يوم الثلاثاء، وأوضح أن الوسطاء رفضوا الرد السابق رفضًا قاطعًا، لدرجة أنهم لم يقوموا حتى بنقله إلى الجانب الإسرائيلي، معتبرين أنه غير قابل للنقاش.
لكن الرد الجديد، الذي تلقته إسرائيل مؤخرًا، يتضمن – بحسب تعبير المسؤول – عناصر يمكن العمل والبناء عليها، وهو ما يشير إلى إمكانية تحريك عجلة التفاوض من جديد، وسط الجمود السياسي الذي خيم على المشهد خلال الأيام الماضية، وأوضح المصدر الإسرائيلي أن هناك اختلافاً جوهرياً بين الردين، ما يمنح إسرائيل والوسطاء هامشاً أكبر للتحرك.
رد حماس
وفقًا لمصادر إعلامية عبرية، فإن الرد السابق الذي قدمته حركة "حماس" يوم الثلاثاء، تضمن تعديلات متعددة وموسعة على المقترح الأصلي للتهدئة، وهو ما أثار غضبًا واضحًا لدى الوسطاء الدوليين، الذين رأوا في تلك التعديلات خروجًا عن الإطار المتفق عليه.
ووصل الأمر إلى درجة التهديد بتحميل الحركة مسؤولية انهيار جهود الوساطة، في حال لم تقدم ردًا يقترب من الطرح الأساسي.
وأكدت المصادر العبرية أن الوسطاء أوصلوا رسالة واضحة لحماس بأن الاستمرار في التعنت قد يدخل العلاقة مع الوسطاء أنفسهم في نفق مظلم، وهو ما دفع الحركة – على ما يبدو – إلى إعادة النظر في صيغة الرد وتقديم نسخة أكثر مرونة.
إشارات أولية إيجابية
التحسن الذي طرأ على موقف "حماس"، وإن لم يكشف بعد عن تفاصيله بدقة، يعد خطوة في اتجاه التهدئة، ويعطي بارقة أمل بعد أسابيع من المراوحة السياسية والانغلاق الدبلوماسي.
ومع أن إسرائيل لم تصدر موقفًا رسميًا واضحًا بشأن الرد الأخير، إلا أن تعليق المصدر الإسرائيلي حول وجود عناصر "قابلة للعمل" يشير إلى إمكانية استئناف المفاوضات تحت إشراف الوسطاء.
وتتجه الأنظار الآن إلى كيفية تفاعل الحكومة الإسرائيلية مع الرد، لا سيما في ظل الضغوط الدولية المتزايدة لوقف التصعيد العسكري واحتواء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.