كشف تقرير عبري نشره موقع "واينت" عن إبعاد فريق من وحدة نخبة تابعة للجيش الإسرائيلي من العمليات العسكرية في قطاع غزة، وذلك بعد ارتكابه مخالفة صريحة للتعليمات الأمنية خلال تنفيذ المهام القتالية في منطقة خان يونس جنوب القطاع.
وتشير التفاصيل التي أوردها التقرير إلى أن قائدًا في الوحدة الخاصة رصد، قبل عدة أسابيع، تصرفًا غير منضبط من عدد من المقاتلين الذين يخدمون بعقود دائمة، حيث قاموا بخلع السترات الواقية من الرصاص وأجهزة القتال أثناء تواجدهم داخل أحد المباني التي سيطروا عليها خلال العمليات، وذلك في خرق مباشر للتعليمات القتالية التي تلزمهم بارتداء الدرع الواقي حتى في فترات الاستراحة.
توبيخ جماعي
بناء على الحادثة، اتخذت قيادة الجيش الإسرائيلي قرارًا بإخراج الفريق المخالف من ساحة القتال بشكل نهائي، دون نية لإعادتهم لاحقًا، خاصة وأن بعضهم يوشك على إنهاء فترة خدمته، كما تم توجيه توبيخات رسمية للمقاتلين المعنيين، باعتبار تصرفهم تهديدًا مباشرًا لحياتهم وحياة زملائهم في بيئة قتالية محفوفة بالمخاطر.
وأكدت مصادر عسكرية أن قيادة الوحدة شددت على ضرورة عدم التساهل مع مثل هذه السلوكيات، في ظل طبيعة المهام الحساسة التي تنفذ في غزة، والتي تتطلب أعلى درجات الانضباط، مشيرة إلى أن الموقع الذي خلع فيه الجنود الدروع مصنف من المناطق عالية الخطورة، ويعتقد بوجود ألغام وعبوات ناسفة داخله.
أزمة ثقة قديمة تتفاقم
الحادثة لا تبدو معزولة عن أزمات أعمق تعاني منها الوحدة النخبوية بحسب ما نقل التقرير العبري، حيث يواجه الجيش أزمة ثقة متصاعدة بين الجنود والقيادة العسكرية بدأت منذ العمليات في لبنان عام 2024، وتجلت بوضوح أكبر خلال المواجهات المستمرة في غزة.
وأشار بعض الجنود إلى الإرهاق النفسي والجسدي نتيجة المهام المتكررة والخطرة والتعامل مع مناطق شديدة التعقيد والتهديد، في ظل غياب حسم واضح في مواجهة حماس، وهو ما يساهم في تفكك الانضباط وفقدان الحافز داخل بعض الفرق القتالية.
تحديات هيكلية
بالإضافة إلى الأزمات الداخلية، تواجه القيادة الميدانية صعوبات تتعلق بنقص التدريب وضعف الجاهزية، حيث أشار التقرير إلى عدم تنظيم دورات تدريب كافية للقادة الجدد نتيجة الضغط العملياتي المستمر، إلى جانب تراجع عدد المجندين الاحتياطيين بسبب الغيابات الصيفية.
ورغم هذه التحديات، تؤكد القيادة العسكرية الإسرائيلية أنها تعمل على تجديد قواتها بشكل دوري، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي للجنود، بالإضافة إلى شرح الأهداف الإستراتيجية من العمليات الجارية، وذلك في محاولة لرفع المعنويات والحفاظ على الحد الأدنى من الالتزام والانضباط القتالي.
تعليق الجيش الإسرائيلي
وفي تعقيب رسمي، أوضح الجيش الإسرائيلي أن قرار إبعاد الفريق من غزة جاء بعد تحقيق تأديبي داخلي، وأن ما حدث يعد مخالفة خطيرة للمعايير القتالية المعتمدة، لكنه شدد في المقابل على أن الوحدة لا تعاني من أزمة ثقة أو تفكك داخلي، خلافًا لما صرح به بعض الجنود في وسائل الإعلام.
وأضاف الجيش أن الدروس المستخلصة من هذا النوع من الحوادث يتم تطبيقها بشكل فوري لضمان عدم تكرارها، مؤكدًا أنه يواصل متابعة أوضاع وحدات النخبة عن كثب، والعمل على معالجة التحديات دون المساس بجاهزية القوات أو قدرتها على تنفيذ المهام الموكلة إليها.
