كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن الحكومة قررت السماح بإسقاط المساعدات جواً على قطاع غزة، اعتباراً من اليوم الجمعة، في خطوة تعد تحولاً في أساليب إيصال الدعم الإنساني إلى القطاع المحاصر.
وبحسب ما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن القرار يشمل السماح لدول أجنبية، من بينها دول عربية، بتنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية، وذلك وسط استمرار الأزمة المتفاقمة داخل غزة.
تل أبيب تبحث عن بدائل
وأشارت المصادر الإعلامية الإسرائيلية، إلى أن هذا التوجه يرجع إلى رفض الأمم المتحدة إدخال المساعدات المتكدسة عند المعابر، من خلال آليات التوزيع الأميركية، ما دفع إسرائيل إلى التوجه نحو خيار الإسقاط الجوي كحل بديل.
وأفاد مصدر أمني إسرائيلي، بأن هذه الخطوة جاءت بعد مصادقة المستوى السياسي، مؤكداً أن كلاً من الأردن والإمارات ستكونان أول دولتين تبدآن تنفيذ عمليات الإنزال الجوي.
إعلام مصري: دخول 161 شاحنة من المساعدات إلى غزة منذ أمس حتى فجر اليوم#قناة_العربية pic.twitter.com/OqAJxC1QWR
— العربية (@AlArabiya) July 25, 2025
مشاورات إقليمية مسبقة
في السياق ذاته، كشف مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، أن مشاورات جرت أواخر الأسبوع الماضي مع ثلاث دول في المنطقة لبحث إمكانية تنفيذ عمليات إنزال جوي للمساعدات الإنسانية في غزة.
وأكد "المسؤول"، في تصريح لشبكة "فوكس نيوز"، أن إحدى هذه الدول أعربت عن استعدادها للمضي قدماً في تنفيذ هذه الخطوة، مشيراً إلى أن هذه المحادثات بدأت فعلياً قبل نحو ثلاثة أسابيع، في إطار البحث عن بدائل لإيصال المساعدات للفلسطينيين الذين يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية.
تحذير من "كارثة قاتلة"
ومن جهتها، حذرت منظمة "أوكسفام" للإغاثة الدولية من تدهور الأوضاع الصحية في قطاع غزة، معتبرة أن ارتفاع الأمراض المنقولة عبر المياه ينذر بـ"كارثة قاتلة".
وأشارت "المنظمة"، في بيان صدر الخميس، إلى أن استمرار الحصار ومنع المساعدات الإنسانية أدى إلى زيادة كبيرة في نسبة تفشي الأوبئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، موضحة أن معدلات الإصابة باليرقان الحاد ارتفعت بنسبة 101%، بينما وصلت نسبة تفشي الإسهال المائي إلى 150%، والإسهال الدموي إلى 302%.
كما أكدت "المنظمة" أن هذه الأمراض قد تكون مميتة خلال فترة قصيرة، لاسيما في ظل استمرار الجوع، ونقص المياه النظيفة، وغياب المأوى والرعاية الطبية الأساسية.
حصار شامل وأزمة غير مسبوقة
ولفت "المنظمة"، أن إسرائيل فرضت حصاراً شاملاً على القطاع منذ الثاني من مارس الماضي، وهو ما جعل منظمات الإغاثة العاملة في غزة عاجزة عن الاستمرار، بعدما نفدت كل المخزونات الإنسانية من مستودعاتها.
كما أكدت "المنظمة"، أن الأرقام المعلنة لا تعكس عمق الأزمة، إذ لا يستطيع معظم سكان القطاع، البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، الوصول إلى ما تبقى من منشآت صحية محدودة لا تزال تعمل بصعوبة.
وبالتزامن مع ذلك، أطلقت وزارة الصحة في غزة نداءً إنسانياً عاجلاً، ناشدت فيه المجتمع الدولي، بمؤسساته ومنظماته، بالتدخل الفوري لوقف الحرب، وإنقاذ ما تبقى من النظام الصحي الذي يوشك على الانهيار، والعمل على تحسين ظروف الحياة في القطاع.
كما يعاني سكان غزة من واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخهم، حيث تتقاطع المجاعة العنيفة مع الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أدى إلى تدهور شامل في كل مقومات الحياة.
والجدير بالذكر أن مستشفيات غزة تعاني من شلل شبه كامل نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وانهيار قدراتها التشخيصية والعلاجية، وسط عجز كامل عن التعامل مع تصاعد أعداد الضحايا والمصابين يوماً بعد يوم.