عقد الكابينيت السياسي – الأمني الإسرائيلي المصغر، أمس الإثنين، مداولات وصفت بـ"الحساسة"، تناولت جمود المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إلى جانب الضغوط الأوروبية المتزايدة من أجل إنهاء الحرب على قطاع غزة.
مقترحات متطرفة على الطاولة
ووفقًا لما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، فأن الكابينيت ناقش خطوات عسكرية بالغة الشدة، على رأسها إعادة احتلال قطاع غزة وفرض حصار كامل على المدن الخاضعة لسيطرة حركة حماس.
مساعدات إنسانية تحت التهديد
خلال الاجتماع، ظهرت مقترحات تتعلق بفرض حصار يشمل وقف إدخال المساعدات الإنسانية.
وأفادت "القناة العبرية"، نقلًا عن عدد من الوزراء الإسرائيليين قولهم إن "أي محاولة لفرض حصار فعال يجب أن تتضمن وقف إدخال المساعدات، بما فيها الغذاء والكهرباء، وإلا فلن تكون ذات جدوى حقيقية".
وزعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان صدر باللغة الإنجليزية عقب الاجتماع، أن إسرائيل "ستواصل التعاون مع الوكالات الدولية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية، لضمان تدفق كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة"، في تصريح يناقض ما نوقش داخل الكابينيت.
نتنياهو يماطل في التهدئة
من جهتها، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، إلى أن نتنياهو لا يبدي أي نية لتحويل التهدئة المؤقتة إلى وقف دائم لإطلاق النار، مؤكدة استمرار جزء من المفاوضات في جزيرة سردينيا بمشاركة مسؤولين من قطر، إسرائيل، والولايات المتحدة، رغم مغادرة رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، للجزيرة.
سموتريتش يضغط ونتنياهو يناور
كما يسعى نتنياهو إلى الظهور بمظهر من يرزح تحت ضغط وزير المالية ورئيس حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش، الذي قدم خطة للكابينيت تقضي بضم تدريجي لأجزاء من قطاع غزة، في محاولة لإبقائه ضمن الحكومة.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "هآرتس"، فإن الخطة تنص على منح حركة حماس مهلة من عدة أيام للموافقة على مقترح اتفاق، وإذا رفضته، تبدأ إسرائيل بضم مناطق من القطاع بشكل تدريجي.
سموتريتش يلوح لكنه لا ينسحب
والجدير بالإشارة أن سموتريتش، كان قد أعلن أمس الاثنين، أنه لن ينسحب من الحكومة في الوقت الحالي رغم معارضته لقرار نتنياهو، الذي أعلن يوم السبت عن إدخال مساعدات إلى غزة وهدنة يومية لساعات محددة، مشيرًا إلى أن مكتبه لم يكن مدعوًا لاجتماع اتخاذ هذا القرار.
ولفت "سموتريتش"، إلى أن "اختبار النجاح سيكون بهزيمة حماس"، مؤكدًا أن "هناك عملية استراتيجية جيدة جارية، ومن السابق لأوانه التوسع في تفاصيلها، لكن نتائجها ستتضح قريبًا".
خلاف مع بن غفير
كما رفض "سموتريتش"، عرض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بالعمل سويًا لتشكيل "كتلة مانعة" ضد المفاوضات مع حماس، بهدف منع اتفاق وقف إطلاق النار، في حين سعى بن غفير بدوره إلى استمالة حاخامات من أجل الضغط على نتنياهو.
والجدير بالذكر أن بن غفير كان قد انسحب من الحكومة سابقًا في يناير احتجاجًا على اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار، ثم عاد إليها في مارس بعد أن خرقت إسرائيل الاتفاق واستأنفت الحرب.