كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي بدأ في دراسة مجموعة من البدائل بعد انتهاء عملية عربات جدعون التي لم تحقق أي تقدم ملموس في ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة.
ووصفت الهيئة أحد هذه البدائل بأنه "خيار متطرف"، يتمثل في فرض حصار خانق على التجمعات السكانية داخل قطاع غزة، عبر منع دخول أي مساعدات إنسانية أو حتى مياه وطعام، سواء من خلال الشاحنات البرية أو عمليات الإسقاط الجوي.
وتهدف هذه الخطوة - بحسب ما نشرته هيئة البث - إلى دفع السكان المدنيين نحو النزوح جنوبًا، مع وعد بتوفير مساعدات غذائية وإنسانية دون قيود لكل من يغادر المناطق التي سيتم فرض الحصار عليها.
وتؤكد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن هذه السياسة ستمكنها من التمييز بين المدنيين ومقاتلي حماس، إلى جانب أنها ستوفر بيئة ملائمة لممارسة ضغط عسكري أكبر، بحسب ما نقله التقرير عن مصادر أمنية مطلعة.
مقترحات الاحتلال
في سياق متصل، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) ناقش مجموعة من المقترحات، أبرزها تنفيذ تقسيم إداري جديد لقطاع غزة يسبق خطة شاملة لاحتلال القطاع بالكامل، وتزامنت هذه التسريبات مع صور نشرتها وكالتا رويترز وفرانس برس، تظهر حشودًا عسكرية إسرائيلية كبيرة تتمركز قرب تخوم قطاع غزة مما يعكس استعدادًا ميدانيًا لمراحل تصعيد محتملة.
في الوقت نفسه، اعترف مصدر أمني تحدث لهيئة البث أن كل تلك المخططات لا تزال حبرًا على ورق، وأن إسرائيل لا تزال تحاول استنفاد المسارات الدبلوماسية والمفاوضات غير المباشرة عبر الوسطاء، رغم أن المفاوضات لم تشهد حتى الآن أي اختراق يُذكر في الموقف التفاوضي لحركة حماس.
تباين واضح في مواقف قادة الاحتلال
وفي إشارة إلى تضارب الرؤى داخل القيادة الإسرائيلية، ذكرت هيئة البث أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أبلغ المجلس الوزاري المصغر بأن أهداف الحرب باتت متعارضة، محذرًا من غياب وضوح التوجيه السياسي، وطلب زامير أن تعلن الأهداف بشكل صريح في حال قرر المستوى السياسي تغيير اتجاهات العملية العسكرية.
وخلال الاجتماع، استعرض زامير تصور الجيش بخصوص توسيع الهجوم ليشمل المخيمات الوسطى في غزة، وهي المناطق التي يعتقد أن الأسرى الإسرائيليين محتجزون فيها، وجاء ذلك بعد يوم واحد من إعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن المفاوضات مستمرة منذ عودة الوفد الإسرائيلي من قطر، متهمًا حماس بالعرقلة والتصلب في المواقف.
الاحتلال يريد يدًا أمنية دائمة في غزة
في تطور لافت، أكد وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس أن الجيش يجب أن يحتفظ بحرية الحركة الكاملة داخل غزة كما هو الحال في الضفة الغربية، وأشار كاتس إلى أن الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة يجب أن يستمر، وأن الهيمنة الأمنية في القطاع يجب أن تبقى بيد إسرائيل، مشددًا على أن هدف تل أبيب هو هزيمة حماس ومنعها من التأثير على مستقبل غزة سياسيًا أو مدنيًا.
وأوضح كاتس أن تحقيق هذا الهدف يزداد تعقيدًا بسبب وجود الأسرى، معتبرًا أن الأمر يتطلب استراتيجية مركبة وطويلة الأمد وليس مجرد ردود فعل عسكرية أو تفاوضية محدودة.