رفض مجلس الشيوخ الأمريكي، امس الأربعاء، مشروعي قانون تقدم بهما السيناتور المستقل بيرني ساندرز، يقضيان بفرض قيود على صادرات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل، وذلك في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وصوت أغلبية أعضاء المجلس ضد المقترحين، ما أدى إلى إسقاط المبادرة التشريعية التي هدفت إلى ممارسة رقابة برلمانية على صفقات التسلح الأمريكية، خاصة في ظل الاتهامات الدولية المتزايدة ضد إسرائيل بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين خلال العمليات العسكرية في القطاع.
ويأتي هذا الرفض في وقت تتصاعد فيه الضغوط على الإدارة الأمريكية من قوى سياسية وحقوقية، تطالب بإعادة النظر في الدعم غير المشروط لإسرائيل خاصةً في ظل الدمار الكبير والمعاناة المستمرة التي يشهدها القطاع منذ اندلاع الحرب.
تواطؤ في جرائم الحرب
قبيل التصويت، ألقى بيرني ساندرز خطابًا مؤثرًا داخل قاعة مجلس الشيوخ دعا فيه زملاءه إلى تحمل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه ما يحدث في غزة، مؤكدًا أن الوقت قد حان لوقف الدعم العسكري غير المشروط لإسرائيل.
وقال ساندرز: "نعم، حماس هي من بدأت هذه الحرب، لكن حماس لا تجوع الأطفال اليوم، ما يحدث الآن لا يتعلق بحماس، ولا يتعلق بإسرائيل، بل يتعلق بنا، نحن الولايات المتحدة الأمريكية، وما إذا كنا سنستمر في التواطؤ في جرائم الحرب وتدمير النساء والأطفال في غزة".
وركز ساندرز في خطابه على الأبعاد الأخلاقية والسياسية للدور الأمريكي في الحرب، محذرًا من أن استمرار واشنطن في تسليح إسرائيل بدون مساءلة، يضعها في موضع المسؤولية المشتركة عن النتائج الكارثية للحرب على المدنيين الفلسطينيين.
تباين داخل الإدارة الأمريكية
يأتي تصويت مجلس الشيوخ على مشروع بيرني ساندرز وسط مشهد سياسي متداخل داخل الولايات المتحدة، فقد دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، في خطوة غير متوقعة من أحد أبرز الداعمين لإسرائيل خلال فترة رئاسته.
وفي السياق نفسه، وجه عشرات من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين رسالة رسمية إلى وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، طالبوا فيها بضرورة توسيع نطاق المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتدخل الفعال لضمان وصول الإمدادات للمدنيين المتضررين.
ويعكس هذا التحرك تنامي الأصوات داخل الحزب الديمقراطي وحتى بين بعض الجمهوريين، التي تطالب بإعادة تقييم العلاقة مع إسرائيل في ضوء ما تشهده غزة من دمار وحرمان إنساني غير مسبوق.
انقسام سياسي واتهامات بالتواطؤ
أظهر التصويت الأخير على مشروعي القانون حجم الانقسام داخل المؤسسة التشريعية الأمريكية، بين من يرى في دعم إسرائيل ضرورة استراتيجية لا تقبل المساومة، ومن يرى أن استمرار هذا الدعم دون محاسبة يضع الولايات المتحدة في خانة الشريك في الانتهاكات التي توثقها منظمات حقوقية دولية يومًا بعد يوم.
وبينما سقط مشروع بيرني ساندرز أمام الأغلبية، فإن النقاش الذي فجّره لم ينتهي بل تصاعد ليكشف حجم التحدي الأخلاقي الذي تواجهه الإدارة الأمريكية، وسط استمرار العمليات العسكرية في غزة وسقوط آلاف الضحايا من المدنيين.