خلال جلسة طارئة عقدها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اعتبرت الحكومة الإسرائيلية أن مشاهد نهب سكان غزة لشاحنات المساعدات الإنسانية تمثل دليلًا واضحًا على ما وصفته بـ"فقدان حركة حماس السيطرة على الأرض"، واعتبرتها بمثابة مؤشر حقيقي على انهيار الحكم الفعلي للحركة داخل القطاع.
وبحسب ما أوردته القناة الإسرائيلية "12"، فإن الحكومة رأت في هذه الفوضى فرصة سياسية ودعائية تضعف صورة حماس أمام سكان غزة والعالم، مشيرة إلى أن عجز الحركة عن إدارة توزيع المساعدات يفقدها واحدة من أدوات الهيمنة الأساسية، بحسب تعبير تقديرات رسمية داخل الاجتماع.
توسيع العملية العسكرية
شهد الاجتماع نقاشًا حادًا حول مستقبل المسارين العسكري والسياسي في التعامل مع قطاع غزة، إذ انقسمت التوجهات داخل الكابينت بين خيارين رئيسيين، الأول يدعو إلى توسيع نطاق العمليات العسكرية بشكل غير مسبوق خصوصًا في المناطق الجنوبية والأنفاق الممتدة تحتها.
أما الثاني يفضل الرهان على إتمام صفقة تبادل الأسرى، باعتبارها قد تنهي فصلًا من الصراع وتحافظ على ما تبقى من الدعم الدولي.
غير أن أجواء الاجتماع – وفق ما نقلته القناة 12 – كانت مشبعة بـالتشاؤم والإحباط، مع وجود قناعة متزايدة لدى المسؤولين الإسرائيليين بأن المفاوضات مع حماس تسير نحو طريق مسدود.
اكتشاف أنفاق جديدة
وفي موازاة ذلك، تواصل القوات الإسرائيلية حملتها الميدانية المكثفة التي تركز على القضاء على البنية التحتية العسكرية لحماس، وخصوصًا الأنفاق الاستراتيجية التي تعد بمثابة شرايين الحركة في مواجهة الحرب.
وأكدت تقارير كل من موقع "واللا" والقناة 12 أن الجيش الإسرائيلي اكتشف خلال أيام الهدنة الأخيرة، عددًا كبيرًا من الأنفاق الجديدة وقام بتدميرها خلال فترة قصيرة بـ"أرقام قياسية غير مسبوقة"، وهو ما اعتبرته القيادة العسكرية إنجازًا نوعيًا يقوض قدرة حماس على الصمود والتنقل والمناورة.
وقال أحد قادة الجيش إن تدمير البنية التحتية تحت الأرض لا يقل أهمية عن استهداف القيادة الميدانية، مشددًا على أن ذلك يمهد الطريق للمرحلة المقبلة من العمليات في حال استبعد المسار السياسي.
تحذيرات إسرائيلية
في ظل تعثر المفاوضات، ارتفعت نبرة التهديد والتصعيد داخل القيادة الإسرائيلية، ونقلت القناة عن مصدر سياسي رفيع أن فرصة التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن تتضاءل بسرعة، مؤكدًا أن إسرائيل لن تستمر في الانتظار إلى ما لا نهاية، في حال لم تسجل أي اختراق سياسي خلال الأيام المقبلة.
وفي لهجة أكثر حدة، صرح مسؤول كبير بأن حماس ما زالت تتصرف بلا مسؤولية، ومتمسكة بمواقف بعيدة تمامًا عن الواقع، معتبرًا أن استمرارها في الرفض سيؤدي إلى تصعيد عسكري حتمي خلال أيام.
وأضاف المصدر نفسه أن خيار ضم أجزاء من قطاع غزة، الذي كان يطرح في السابق كـ"ورقة ضغط"، أصبح اليوم خيارًا فعليًا على طاولة النقاش ولم يعد من السيناريوهات المستبعدة داخل الكابينت.